السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[أسماء النبي ÷]

صفحة 19 - الجزء 1

  يابني، قد اعتللت عللاً كثيرة ما وجدت كهذه، فإذا مت فأيكم يكفل محمداً، فما منهم أحد إلا قال: أنا أكفله، فقال ابنه الحارث: إنَّا لا نأمن إذا كفله أحدنا أن لا يرضاه، فدعا رسول الله ÷، فقال له: من ترضى لكفالتك، فهؤلاء عمومتك، وعماتك؟ فجعل ينظر في وجوههم حتى أتى أبا طالب فجلس في حجره، وقال: «هذا يا جد»، فقال عبد المطلب: سبحان الله، وما أردت غيرك يا عبد مناف، وأنشأ يقول:

  أوصيك يا عبد مناف بعدي ... بموحدٍ بعد أبيه فرد

  فارقه وهو رضيع المهد

  في أبيات كثيرة.

  وقال أيضاً:

  أوصيت من كنيته بطالب ... عبد مناف وهو ذو تجارب

  بابن الحبيب أقرب الأقارب ... فقال لي كهيئة المعاتب

  سبحان ذي المشرق والمغارب ... لا توصني بلازم وواجب

  ففي فؤادي مثل لذع اللاهب ... ولست بالآيس غير الراغب

  إني سمعت أعجب العجائب ... من كل خبر عالم وكاتب