سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر
  المرأة، واحتملوها في اللقاح، وكان أول من نذر بهم سلمة بن الأكوع الأسلمي، غدا يريد الغابة متوشحاً قوسه ونبله، ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله معه فرس له يقوده، حتى إذا علا ثنية الوداع(١) نظر إلى بعض خيولهم، فأشرف في ناحية سَلْع، ثم صرخ: واصباحاه، ثم خرج يشتد في آثار القوم مثل السبع، حتى لحق القوم فجعل يرميهم، ويقول إذا رمى: خذها وأنا ابن الأكوع، اليوم يوم الرضع(٢).
  فأغار رسول الله ÷ في آثارهم حتى انتهوا إلى ذي قَرَد، فاستنقذوا عشر لقاح، وقتل نفر من المشركين من خيارهم، وفي هذه الغزوة دعا رسول الله ÷ لأبي قتادة؛ وبصق على سهم وقع في جبهته، فما ضرب عليه قط ولا قاح، وأعطاه رسول الله ÷ فرس القتيل الذي قتله وسلاحه، ودعا له بالبركة(٣).
سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغِمر(٤)
  ثم كانت سرية عكاشة بن محصن(٥) الأسدي إلى الغمر(٦)، وهو ماء لبني أسد في ربيع الأول سنة ست، خرج في أربعين راجلاً(٧)، فنذر به القوم وهربوا، وبث سراياه في بني أسد، فظفروا بنعم، فاستاقوها وعادوا إلى المدينة.
(١) ثنية الوداع بفتح الواو: هي ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة. (معجم البلدان ٢/ ٨٦).
(٢) انظر رواية ابن إسحاق التي ذكرها المؤلف هنا في السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ١٧٨، وهي هنا بتصرف.
(٣) ابتسام البرق - خ -.
(٤) انظر ابتسام البرق - خ -، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٣٩، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٨٥.
(٥) في النسختين: محيص، وأصلحته من: الطبري ٢/ ٢٨٥، والمصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٣٩، ومعجم البلدان لياقوت ٤/ ٢١٢
(٦) في تأريخ الطبري ٢/ ٤٠٦، ومعجم البلدان ٤/ ٢١٢: الغمرة، وفي الطبري أيضاً ٢/ ٢٨٥ كما أورده المؤلف هنا.
(٧) في ابتسام البرق: رجلاً.