غزوة خيبر
  وقد جهد، ثم بعث الغد عمر بن الخطاب فقاتل ثم رجع ولم يك فتح وقد جهد، فقال رسول الله ÷: «لأُعطين الرَاية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، كرار(١) ليس بفرار»(٢).
  قال: يقول سلمة: فدعا رسول الله ÷ علياً وهو أرمد فتفل في عينيه، ثم قال: «خذ(٣) هذه الراية، فامض بها حتى يفتح الله على يديك» قال: يقول سلمة: فخرج بها والله يأنح(٤) يهرول هرولة، وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم(٥) من حجارة تحت الحصن، فاطلع إليه(٦) يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت.
  قال(٧): أنا علي بن أبي طالب.
  قال: يقول اليهودي(٨) علوتم، وما أنزل الله على موسى أو كما قال، فما رجع حتى فتح الله عليه(٩).
  قلت: وقال حسان بن ثابت في ذلك:
(١) كرار، سقط من (أ).
(٢) حديث: «لأعطين الراية غداً رجلا يحب الله ورسوله ويحبه ....» إلى آخره، حديث مشهور ومتواتر، أخرجه الجم الغفير من المحدثين، ورواه عدد كثير من الصحابة وتابعيهم والتابعين، ومصادره جمة وفيرة، انظر من ذلك لوامع الأنوار ١/ ١٠٥ - ١١٣، والروضة الندية للحافظ محمد بن إسماعيل الأمير ص ٥٠/ - ٦٢، وتنبيه الغافلين للحاكم الجشمي ص ٩٠ - ٩٥.
(٣) خذ، سقط من (ب).
(٤) يأنح: أي يجري وله صوت يشبه صوت الفرس إذا جرى.
(٥) في (ب): رضحه، وهو غامض.
قلت: والرضم: صخور عظام يُرْضَمُ بعضها فوق بعض في الأبنية. (انظر القاموس المحيط ص ١٤٣٩).
(٦) في (ب): عليه.
(٧) في (ب): فقال.
(٨) في (أ): اليهود.
(٩) ابتسام البرق - خ -، وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٢٢٠، وتأريخ الطبري ٣٠٠ - ٣٠١.