غزوة خيبر
  الأصح(١)، وكانت يهود خيبر يظنون أن رسول الله ÷ لا يغزوهم لمنعتهم وحصونهم، وسلاحهم، وعددهم، كانوا يخرجون كل يوم عشرة الآف مقاتل صفوفاً، ثم يقولون: محمد يغزونا؟ هيهات هيهات!، فعمى الله عليهم، فخرج ÷ حتى نزل بساحتهم ليلاً، فلما طلعت الشمس خرجوا بمساحيهم(٢) ومكاتلهم، فلما نظروا إلى المسلمين، قالوا: محمد والخميس(٣)، ثم ولوا مدبرين(٤) هاربين إلى حصونهم، فقال رسول الله ÷: «الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قومٍ، فساء صباح المنذرين»، ثم لم يزل ÷ يغاديهم بالقتال كل يوم حتى افتتح جميع حصونهم، بعضها عنوة وبعضها صلحاً(٥).
  قال ابن هشام: وكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم، وعنده قتل محمود بن مسلمة ألقيت عليه رحا منه فقتلته، ثم القموص حصن بني أبي الحقيق، وأصاب رسول الله ÷ منهم سبايا، منهم(٦): صفية ابنة حُيي بن أخطب وابنتي(٧) عم لها، فاصطفى رسول الله ÷ صفية لنفسه، وكان دحية بن خليفة الكلبي قد سأل رسول الله ÷ صفية، فلما اصطفاها لنفسه أعطاه ابنتي عمها، وفشت السبايا من خيبر في المسلمين(٨).
  قال ابن بهران: عن ابن هشام، عن ابن إسحاق، عن سلمة بن الأكوع، قال: بعث رسول الله ÷ أبا بكر الصديق برايته إلى بعض حصون خيبر فقاتل ورجع ولم يك فتح
(١) ابتسام البرق - خ -.
(٢) المساحي: جمع المسحاة، وهي كالمجرفة إلاَّ أنها من حديد. (انظر مختار الصحاح ص ٢٨٩)، والمكاتل: جمع المكتل، وهو شبه الزنبيل يسع خمسة عشر صاعاً. (المصدر المذكور ص ٥٦٣).
(٣) الخميس: الجيش؛ لأنهم خمس فرق: المقدمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساق.
(٤) في (ب) وابتسام البرق: فولوا مدبرين.
(٥) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٣/ ٢١٦.
(٦) في سيرة ابن هشام: منهن.
(٧) في النسختين: وابنتا، وأثبته من سيرة ابن هشام.
(٨) السيرة النبوية ٣/ ٢١٧.