غزوة خيبر
  أن قمراً وقع(١) في حجرها، فقصت رؤياها على زوجها، فقال: ما هذا إلا أنك تمنين ملك الحجاز محمداً، فلطم وجهها لطمة خضر عينها منها، فأُتي بها رسول الله ÷ وبها أثر منه، فسألها ما هو؟ فأخبرته، هكذا ذكره ابن هشام(٢).
  قال: وأُتي رسول الله ÷ بكنانة بن الربيع، وكان عنده كنز بني النضير، فسأله عنه؟ فجحد أن يكون يعلم مكانه، فأتي رسول الله ÷، برجل من يهود، فقال لرسول الله ÷: رأيت كنانة يطيف بهذه الخربة كل غداة، فقال رسول الله ÷ لكنانة: «إن وجدناه عندك أقتلك»، قال: نعم، فحفرت تلك الخربة، فخرج بعض كنزهم، وسأله عمَّا بقي؟ فأبى أن يؤديه، فأمر به رسول الله ÷ الزبير بن العوام، فقال: «عذبه حتى تستأصل ما عنده»(٣)، فكان الزبير يقدح بزند(٤) في صدره حتى أشرف على نفسه، ثم دفعه رسول الله ÷ إلى محمد بن مسلمة، فضرب عنقه بأخيه محمود(٥) بن مسلمة، انتهى(٦).
  وخمس رسول الله ÷ الغنائم، ثم قسم أربعة أخماس بين الغانمين.
  وروى ابن هشام في سيرته، عن ابن إسحاق: بإسناده عن حنش الصنعاني، قال: غزونا مع رويفع بن ثابت الأنصاري المغرب، فافتتح قرية من قرى المغرب يقال لها: جرية، فقام فينا خطيباً، فقال:
  أيها الناس، إني لا أقول إلا ما سمعت من رسول الله ÷، سمعته يقول يوم خيبر: «لا يحل لامرئٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن [يسقي ماءه زرع غيره» يعني إتيان الحبالى من
(١) في (أ): أوقع.
(٢) السيرة النبوية ٣/ ٢٢٢، وتأريخ الطبري ٢/ ٣٠٢.
(٣) حاشية في (أ) لفظها: هذا معارض قوله ÷: «لا تعذبوا خلق الله تعالى» فهو غريب. انتهى.
(٤) بزند، زيادة من (ب)، ومن سيرة ابن هشام.
(٥) محمود، سقط من (ب).
(٦) سيرة ابن هشام ٣/ ٢٢٢، وتأريخ الطبري ٢/ ٣٠٢.