غزوة خيبر
  قسم ذلك على ألف سهم وثماني مائة سهم(١)، إلى أن قال: ثم قسم رسول الله ÷ الكتيبة وهي وادي خاص بين قرابته وبين نسائه، وبين رجال من المسلمين ونساءٍ أعطاهم منها، فقسم لفاطمة ابنته مائتي وسق، ولعلي بن أبي طالب مائة وسق، ولأسامة بن زيد مائتي وسق، وخمسين وسقاً نوى، ولعائشة مائتي وسق، ولأبي بكر بن أبي قحافة مائة وسق، إلى آخر ما ذكره في هذا المعنى(٢).
  قال(٣): وقال ابن عبد البر(٤): أجمع العلماء من أهل الفقه والأثر وجماعة أهل السير، على أن فتح بعض خيبر كان عنوة وبعضها صلحاً، وأن رسول الله ÷ قسمها، فما كان منها صلحاً أو أخذ بغير قتال كالذي أجلي عنه أهله، عمل في ذلك كله سنَّة(٥) الفيء، وما كان منها غيره عمل فيه سنة الغنائم، إلا أن ما فتح الله عليه منها عنوة قسمه لأهل الحديبية، ولمن شهد معه الوقعة. انتهى(٦).
  وقال الحاكم المفسر(٧): وكانت غنيمة خيبر لأهل الحديبية خاصة دون غيرهم، ومنع كل من تخلف في غزاة الحديبية من الخروج إلى خيبر.
  وقال العامري(٨): قسم رسول الله ÷ خيبر نصفين: نصفاً لنوائبه، وما ينزل به من
(١) السيرة النبوية ٣/ ٢٣٢ - ٢٣٣.
(٢) انظر السيرة النبوية ٣/ ٢٣٤.
(٣) القائل هو ابن بهران.
(٤) ابن عبد البر: هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد الله النمري القرطبي المالكي، أبو عمر [٣٦٨ - ٤٦٣ هـ]، مؤرخ، أديب، بحاثة، يقال له: حافظ المغرب، ولد بقرطبة، وتوفي بشاطبة، وله مؤلفات منها: (الاستيعاب) في تراجم الصحابة، و (جامع بيان العلم وفضله) وغيرهما. (انظر الأعلام ٨/ ٢٤٠).
(٥) في ابتسام البرق: بسنة.
(٦) ابتسام البرق - خ -.
(٧) أي الحاكم الجشمي المحسن بن محمد بن كرامة، المتوفى سنة ٤٩٤ هـ، فله كتاب في تفسير القرآن يسمى (التهذيب).
(٨) العامري: هو أبو زكريا يحيى بن أبي بكر بن محمد العامري، الحرضي بلداً، الشافعي مذهباً [٨١٧ - ٨٩٣ هـ]، فقيه، حافظ، محدث، قرأ عليه الإمام عز الدين بن الحسن وأجازه إجازة عامة، وله تصانيف منها: (بهجة المحافل) و (الرياض المستطابة)، وغيرهما.
(انظر طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث) ٣/ ١٦٥٩ - ١٦٦٠ وما بعدهما ترجمة رقم (٨٩٠».