السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سببها]

صفحة 200 - الجزء 1

غزوة ذات السلاسل⁣(⁣١)

  ثم كانت غزوة ذات السلاسل، وهو ماء وراء وادي القرى على عشرة أيام من المدينة.

[سببها]

  وسببها أن جمعاً من بليَّ وقضاعة تجمعوا ليدنوا من أطراف المدينة فعقد ÷ لعمرو بن العاص لواء أبيض، وجعل معه رايةً سوداء، وبعثه في جمادى الآخرة سنة ثماني، على ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وأمره أن يستعين بمن مر به من بليَّ وعذرة وبَلْقَين، وذلك أن عمراً كان ذا رحم فيهم، كانت أم العاصي بن وائل بلوية، فأراد ÷ أن يتألفهم بعمرو بن العاص، فسار يكمن النهار ويسير الليل، ثم بعث إلى رسول الله ÷ يستمده، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح، وبعث معه سراة المهاجرين كأبي بكر، وعمر، وعدة من الأنصار في مائتين، وأمره أن يكونا جميعاً ويسيرا جميعاً ولا يختلفا، فسارا حتى بلغا أقصى بلاد بليّ ولقيا في آخر ذلك جمعاً فقاتلوهم فانهزموا، وأقاموا أياماً يبثون السرايا، تعود بالشاء والنعم، ولم يكن أكثر من ذلك، هكذا حكاه ابن بهران⁣(⁣٢).

  وقال الحجوري في (الروضة): ثم سرية عمرو بن العاص⁣(⁣٣) في جمادى الآخرة من سنة ثماني، إلى ذات السلاسل وراء وادي القرى، بينها وبين المدينة عشرة أيام، فلقيته⁣(⁣٤) جموع الروم ومتنصرة العرب، فاستمد النبي ÷، فأمده بسرية فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح.


(١) انظر ابتسام البرق - خ -، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٨٩ - ١٩١، وتأريخ الطبري ٢/ ٣١٥، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦/ ٣١٩ - ٣٢٠، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٤٣.

(٢) ابتسام البرق - خ -.

(٣) في (ب): عمرو بن العاصي.

(٤) في (ب): فلقيه.