سرية قطنة بن عامر إلى حي من خثعم
  أو رمية بسهم(١)، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وقاتل حتى قتل، وسقط اللواء، واختلط المسلمون والمشركون، فأخذ اللواء ثابت بن أقرم(٢) وصاح بالمسلمين فانضموا إليه، فدفع اللواء إلى خالد بن الوليد.
  وروي أن النبي ÷ لما التقى الناس بمؤتة جلس على المنبر، وكشف له ما بينه وبين الشام فهو ينظر إلى معتركهم، فقال: «أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطان، وحبب إليه الحياة، وكره إليه الموت، فقال: الآن حيث(٣) استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين، فمضى قدماً حتى استشهد، فدخل الجنة وهو يسعى، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان، وذكر نحو ما تقدم»، ثم قال: «فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث شاء منها، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فاستشهد فدخل معرضاً» فقيل: يا رسول الله، ما أعرضه(٤)؟ قال: «لما أصابته الجراح نكل، فعاتب نفسه، فشجع، فاستشهد، فدخل الجنة»، حكى ذلك ابن بهران، عن (الإمتاع)(٥).
  وحكى عن سيرة ابن هشام: أن جعفراً أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضده حتى قتل، فأثابه الله تعالى بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء(٦).
(١) في (ب): برمح.
(٢) في (ب): أقدم، واسمه في شرح النهج ١٥/ ٦٨: ثابت بن أرقم.
(٣) حيث، زيادة من ابتسام البرق، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: حين.
(٤) في (ب) وابتسام البرق: ما إعراضه.
(٥) ابتسام البرق - خ -، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٦٨.
(٦) ابتسام البرق - خ -، وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٩.