السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

سرية قطنة بن عامر إلى حي من خثعم

صفحة 199 - الجزء 1

  أو رمية بسهم⁣(⁣١)، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وقاتل حتى قتل، وسقط اللواء، واختلط المسلمون والمشركون، فأخذ اللواء ثابت بن أقرم⁣(⁣٢) وصاح بالمسلمين فانضموا إليه، فدفع اللواء إلى خالد بن الوليد.

  وروي أن النبي ÷ لما التقى الناس بمؤتة جلس على المنبر، وكشف له ما بينه وبين الشام فهو ينظر إلى معتركهم، فقال: «أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطان، وحبب إليه الحياة، وكره إليه الموت، فقال: الآن حيث⁣(⁣٣) استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين، فمضى قدماً حتى استشهد، فدخل الجنة وهو يسعى، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان، وذكر نحو ما تقدم»، ثم قال: «فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث شاء منها، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فاستشهد فدخل معرضاً» فقيل: يا رسول الله، ما أعرضه⁣(⁣٤)؟ قال: «لما أصابته الجراح نكل، فعاتب نفسه، فشجع، فاستشهد، فدخل الجنة»، حكى ذلك ابن بهران، عن (الإمتاع)⁣(⁣٥).

  وحكى عن سيرة ابن هشام: أن جعفراً أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضده حتى قتل، فأثابه الله تعالى بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء⁣(⁣٦).


(١) في (ب): برمح.

(٢) في (ب): أقدم، واسمه في شرح النهج ١٥/ ٦٨: ثابت بن أرقم.

(٣) حيث، زيادة من ابتسام البرق، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: حين.

(٤) في (ب) وابتسام البرق: ما إعراضه.

(٥) ابتسام البرق - خ -، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد ١٥/ ٦٨.

(٦) ابتسام البرق - خ -، وانظر السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٩.