غزوة الفتح
  قتلت به فهراً وحمَّلت عقله ... سراة بني النجار أرباب فارع
  فأدركت ثأري واضطجعت موسداً ... وكنت إلى الأوثان أول راجع
  ولذلك أمر رسول الله ÷ بقتله يوم الفتح [فقتله نميلة بن عبد الله، رجل من قومه، والحويرث بن نفيل، وفي سيرة ابن هشام: نقيذ بن وهب بن عبد بن قصي، كان ممن يؤذي رسول الله ÷(١)](٢) بمكة.
  قال ابن هشام: لما حمل العباس ابنتي رسول الله ÷ من مكة يريد بهما المدينة وهما: فاطمة، وأم كلثوم، نخس بهما الحويرث بن نقيذ، فرمى بهما إلى الأرض(٣). انتهى(٤). فقتله علي بن أبي طالب #(٥).
  قال الحجوري: وصلى ÷ يوم الفتح ثماني ركعات في ضحوة النهار، قيل: صلاها في جوف الكعبة، وقيل: في بيت أم هانئ(٦)، فأخذ الناس من ذلك صلاة الضحى(٧)، على ما في ذلك من التنازع، أسنة أم بدعة(٨)؟ قال: وقد(١) روي عن النبي ÷
(١) السيرة النبوية ٤/ ٣٣.
(٢) ما بين المعقوفين سقط من (ب).
(٣) المصدر السابق ٤/ ٣٣.
(٤) انتهى، زيادة من (ب).
(٥) انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨/ ١٣ - ١٤.
(٦) انظر الاعتصام بحبل الله المتين للإمام القاسم بن محمد # ٢/ ١٠٦ - ١٠٧، وسيرة ابن هشام ٤/ ٣٤.
(٧) في (مجموع الإمام زيد بن علي @) ص ١٠٠: أن صلاة الضحى ركعتين، وكذا في (الجامع الكافي) لأبي عبد الله العلوي، ذكره الإمام القاسم بن محمد # في (الاعتصام) ٢/ ١٠٦، قال الإمام القاسم: وفي (المنتخب): قلت: فما تقول في صلاة الضحى؟ قال: قد روي في ذلك روايات «أن النبي ÷ صلاها يوم فتح مكة ركعتين، ولم يعد بعد ذلك لصلاتها» والمعنى عندنا في صلاته يوم فتح مكة أنه إنما صلى في وقت الفتح شكراً لله لا أنه قصد الضحى، بل الصحيح أنه ÷ لم يصلها قط. وروي لنا عنه بالصحيح من الرواية أنه نظر إلى رجل يصلي الضحى، فقال: «ما له ينحر الصلاة نحره الله»، وإنما صلاة الضحى كانت تعرف من بدو مكة وجفاتها، ثم استن بها الجهال من بعد. انتهى.
(٨) قال الإمام القاسم بن محمد في (الاعتصام) أيضاً ٢/ ١٠٦ ما لفظه: وفي (الانتصار) عن جعفر الصادق، عن أبيه الباقر، عن علي $، عن الرسول ÷ أنه خرج يوماً على بعض أصحابه في بعض ليالي رمضان، وهم يصلون النوافل جماعة، فقال: «صلاة الضحى بدعة، وصلاة النوافل في رمضان جماعة بدعة، وكل بدعة ضلالة،