غزوة حنين
  انتهى إليهم، قالوا: نحن مسلمون، قال: فاستأسروا، ففعلوا، ثم أمر(١) بضرب أعناقهم، وبلغ ذلك رسول الله ÷ فغضب، ورفع يديه حتى رُؤي بياض إبطيه، وقال: «اللهم، إني أبرأ إليك مما صنع خالد»، ثم بعث علياً # فودى لهم كل ما أصيب منهم، حتى أنه ليدي لهم ميلغة الكلب(٢)، وبقي معه بقية من المال، فقال: هذه البقية لكم، عن ÷، مما أصاب خالد مما لا نعلمه ولا تعلمونه، ثم عاد إلى النبي ÷ فأخبره، فقال: «أصبت(٣)»). الخبر.
غزوة حنين(٤)
  ثم كانت غزوة حنين، وهو وادٍ بينه وبين مكة ثلاث ليال قرب الطائف، سمى بحنين بن قانية بن مهلائيل من جرهم، وذلك أن أشراف هوازن وثقيف حشدوا وجعلوا أمرهم إلى مالك بن عوف النصري، وهو ابن ثلاثين سنة، فجاءوا بأموالهم ونسائهم وأبنائهم(٥)، يريدون حرب رسول الله ÷ حتى نزلوا بأوطاس(٦)، فخرج إليهم رسول الله يوم السبت لست خلون من شوال سنة ثماني، وخرج معه اثنا عشر ألفاً ومائتا فارس، منهم ألفان من أهل مكة(٧)، واستعار من صفوان بن أمية دروعاً كانت عنده، فقال صفوان: أغصباً يا محمد أم عارية؟ فقال ÷: «بل عارية مضمونة»، فأعاره مائة درع بما يصلحها من
(١) في (ب): فأمر.
(٢) ميلغة الكلب بالكسر: الإناء يلغ فيه الكلب في الدم. (انظر القاموس المحيط ص ١٠٢٠).
(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر الخبر بالتفصيل في السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ٤٦ - ٥٠.
(٤) عن غزوة حنين انظر: ابتسام البرق - خ -، والجزء الثاني من السفينة - خ -، وسيرة ابن هشام ٤/ ٥٣ - ٧٩، وسيرة المصطفى ص ٥٩٩ - ٦١٥، والكشاف ٢/ ٢٤٥ - ٢٤٨.
(٥) وأبنائهم، سقط من (ب).
(٦) أوطاس: واد في ديار هوازن، وقيل: وطاس موضع على ثلاث مراحل من مكة.
(المجموع المنصوري ٢/ ١٠٤ في الرسالة الموسومة بالدرة اليتيمة هامش رقم (١».
(٧) ابتسام البرق - خ -.