غزوة حنين
  السلاح(١)، واستخلف على مكة عتاب بن أسيد أميراً على من تخلف من الناس، وسار ÷ حتى أتى المشركين بحنين راكباً بغلته دُلْدُل(٢)، فحمل المشركون على المسلمين حملة رجل واحد، فانكشف المسلمون حتى بلغ أولهم مكة، ورسول الله ÷ يركض بغلته نحو العدو، وهو يقول: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب»(٣)، وعمه العباس آخذ بِحَكَمَةِ(٤) البغلة، وابن عمه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب آخذ بركابه، وعلي # يقاتل بين يديه(٥)، ولم يثبت معه ÷ إلا نفر من بني هاشم، أما علي # فقد تقدم أنه(٦) وسط العدو يقاتل(٧).
  وذكر الإمام الحسن بن بدر الدين # في (أنوار اليقين): أن الذين ثبتوا في ذلك المقام سبعة، فقال العباس بن عبد المطلب في ذلك اليوم:
  نصرنا رسول الله في الحرب سبعة ... وقد فرَّ من قد فرَّ منهم فأقشعوا
(١) سيرة ابن هشام ٤/ ٥٥، وروى ذلك الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في الأحكام ٢/ ٢٠٣، ورواه عنه العلامة زبارة في أنوار التمام ٤/ ١٩٩ - ٢٠٠، وأخرجه الإمام أحمد بن عيسى # في أماليه باختلاف في بعض ألفاظه رواه بسنده عن جعفر بن محمد #، والعلامة ابن بلال | في شرح الأحكام عن أبي العباس الحسني بسنده عن ابن إسحاق، عن أبي جعفر يعني الباقر #.
(انظر ذلك كاملاً بألفاظه وأسانيده في أنوار التمام ٤/ ٢٠٠).
(٢) دُلْدُل: بغلة للنبي ÷، أهداها له المقوقس ملك الإسكندرية، وهي التي قال لها في بعض الأماكن: «أريضي دلدل»، وكان علي يركبها بعد النبي ÷، ثم ركبها الحسن والحسين ومحمد بن علي ابن الحنفية حتى كبرت وعميت، فرماها رجل بسهم من بني مذحج فقتلها، وكانت دخلت مبطخة - أي موضع البطيخ - لبني مذحج، (السفينة للحاكم الجشمي (ج ٢) خ).
(٣) ابتسام البرق - خ -.
(٤) الحَكَمَة محركة: ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه. (القاموس المحيط ص ١٤١٥).
(٥) انظر سيرة ابن هشام ٤/ ٥٨ - ٥٩.
(٦) أنه، زيادة من (ب).
(٧) انظر تنبيه الغافلين ص ١٢٨، والروضة الندية ص ٦٢ - ٦٤.