السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة الطائف

صفحة 229 - الجزء 1

  أسلم من قومه وتلك القبائل، وكان يقاتل بهم ثقيفاً حتى ضيق عليهم.

  قال ابن هشام: قال رسول الله ÷ لوفد هوازن: «أين مالك بن عوف؟» قالوا: هو بالطائف.

  قال: «أخبروه أنه إن أتى مسلماً رددت عليه أهله وماله، وأعطيته مائة من الإبل» فأخبروه بذلك، فخرج من الطائف، ولحق بالنبي ÷.

  فأدركه بالجعرانة أو بمكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، وأسلم وحسن إسلامه، واستعمله رسول الله ÷ على من أسلم من قومه، وتلك القبائل: ثمالة، وسلمة، وفهم، فكان يقاتل بهم ثقيفاً، لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه، حتى ضيق عليهم، فقال أبو محجن الثقفي⁣(⁣١):

  هابت الأعداء جانبنا ... ثم تغزونا⁣(⁣٢) بنو سلمة

  وأتانا مالك بهم ... ناقضاً للعهد والحرمة]⁣(⁣٣)

  ولم تزل ثقيف على شركهم إلى شهر رمضان سنة تسع، فلما انصرف من تبوك أتاه وفدهم بإسلامهم، فكتب لهم كتاباً⁣(⁣٤)، وأمَّر عليهم عثمان بن أبي العاص، وبعث أبا سفيان والمغيرة بن شعبة فهدما اللات التي كانت عندهم، وهذا ذكره القاضي محمد بن


(١) في سيرة ابن هشام: أبو محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي.

(٢) في (أ): يقهرونا، وأثبته من سيرة ابن هشام، ومن تأريخ الطبري.

(٣) ما بين المعقوفين سقط من (ب) من قوله: واستعمله النبي ÷ على من أسلم وتلك القبائل، وكان يقاتل بهم ثقيفاً حتى ضيق عليهم ... إلخ، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٨٩.

(٤) انظره في سيرة ابن هشام ٤/ ١٢٥ - ١٢٦.