غزوة الطائف
  أسلم من قومه وتلك القبائل، وكان يقاتل بهم ثقيفاً حتى ضيق عليهم.
  قال ابن هشام: قال رسول الله ÷ لوفد هوازن: «أين مالك بن عوف؟» قالوا: هو بالطائف.
  قال: «أخبروه أنه إن أتى مسلماً رددت عليه أهله وماله، وأعطيته مائة من الإبل» فأخبروه بذلك، فخرج من الطائف، ولحق بالنبي ÷.
  فأدركه بالجعرانة أو بمكة فرد عليه أهله وماله وأعطاه مائة من الإبل، وأسلم وحسن إسلامه، واستعمله رسول الله ÷ على من أسلم من قومه، وتلك القبائل: ثمالة، وسلمة، وفهم، فكان يقاتل بهم ثقيفاً، لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه، حتى ضيق عليهم، فقال أبو محجن الثقفي(١):
  هابت الأعداء جانبنا ... ثم تغزونا(٢) بنو سلمة
  وأتانا مالك بهم ... ناقضاً للعهد والحرمة](٣)
  ولم تزل ثقيف على شركهم إلى شهر رمضان سنة تسع، فلما انصرف من تبوك أتاه وفدهم بإسلامهم، فكتب لهم كتاباً(٤)، وأمَّر عليهم عثمان بن أبي العاص، وبعث أبا سفيان والمغيرة بن شعبة فهدما اللات التي كانت عندهم، وهذا ذكره القاضي محمد بن
(١) في سيرة ابن هشام: أبو محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي.
(٢) في (أ): يقهرونا، وأثبته من سيرة ابن هشام، ومن تأريخ الطبري.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من (ب) من قوله: واستعمله النبي ÷ على من أسلم وتلك القبائل، وكان يقاتل بهم ثقيفاً حتى ضيق عليهم ... إلخ، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ٨٩.
(٤) انظره في سيرة ابن هشام ٤/ ١٢٥ - ١٢٦.