غزوة الطائف
  فقلت: تلكم صاحبتكم في بني جمح، فاذهبوا فخذوها، فذهبوا إليها فأخذوها(١).
  وأما عيينة بن حصن فأخذ عجوزاً، وقال حين أخذها: إني لأحسب لها في الحي نسباً، وعسى أن يعظم فداؤها، فلما ردّ رسول الله ÷ السبايا بست فرائض أبى أن يردها، فقال له زهير بن صرد(٢): خذها عنك، فوالله ما فوها ببارد، ولا ثديها بناهد(٣)، ولا بطنها بوالد، ولا زوجها بواجد، ولا درها بماكد(٤)، فردها بست فرائض(٥).
  وسأل رسول الله ÷ وفد هوازن عن مالك بن عوف؟ فقالوا: هو بالطائف مع ثقيف، فقال: ÷: «أخبروه أنه إن أتى مسلماً رددت إليه(٦) أهله وماله، وأعطيته مائة من الإبل» فأخبر مالك بذلك، فخرج إليه من الطائف وأسلم وحسن إسلامه، ذكر ذلك ابن هشام، عن ابن إسحاق(٧).
  وأقام(٨) ÷ بالجعرانة ثلاث عشرة ليلة، ثم اعتمر منها، وأمر ببقايا الفيء، فحبس بمجنة بناحية مُرَّ الظهران، فلما فرغ من عمرته توجه إلى المدينة، واستخلف على مكة عتاب بن أُسيد وهو ابن عشرين سنة، وخلَّف معه معاذ بن جبل يفقِّه الناس في الدين، ويعلمهم القرآن، فقدم إليها لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ثماني، وأتاه مالك بن عوف وهو بالجعرانة أو بمكة فأسلم فردَّ عليه ماله وأهله، [واستعمله النبي ÷ على من
(١) سيرة ابن هشام ٤/ ٨٨.
(٢) في (ب): ابن فرط، وفي سيرة ابن هشام: أبو فرط ..
(٣) نهد الثدي: كَعَبَ أي ارتفع.
(٤) الدر: اللبن، والماكد: الغزير.
(٥) سيرة ابن هشام ٤/ ٨٨.
(٦) في (ب): عليه.
(٧) سيرة ابن هشام ٤/ ٨٩.
(٨) في (ب): فأقام.