السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سببها]

صفحة 234 - الجزء 1

  وقال ابن هشام: أنفق عثمان في هذه الغزاة ألف دينار⁣(⁣١).

  ويسمى⁣(⁣٢) هذا الجيش: جيش العسرة، لأنهم أمروا بالخروج حين طابت الثمار، واشتد الحر، وطاب لهم الظلال، وشق عليهم الخروج لِبُعْدِ المسافة، وعسرة من الماء، وعسرة من النفقة والظهر، انتهى⁣(⁣٣).

[سببها]

  وسببها أنه شاع بالمدينة أن الروم قد جمعت جموعاً كثيرة بالشام، وأجلب معهم قبائل ممن يليهم من العرب، وقدَّموا مقدماتهم إلى البلقاء، ولم يكن شيء من ذلك، وكان رسول الله ÷ لا يغزو غزوة إلا ورَّى بغيرها، حتى كانت غزوة تبوك فإنها كانت في حر شديد، واستقبل ÷ سفراً بعيداً وعدواً كثيراً، فجلَّى للناس أمرهم، وأخبرهم بالوجه الذي يريده ليتأهبوا لذلك أهبته، وبعث ÷ إلى جميع القبائل وإلى مكة يستنفرهم، وحضَّ الناس على الجهاد، ورغب في الصدقة، فجاء المسلمون بصدقات كثيرة حتى النساء، وكان عثمان بن عفان أكثر الناس نفقة يومئذٍ، وعسكر بثنية الوداع، وكانوا ثلاثين ألفاً، وقيل: أربعين ألفاً، وقيل: سبعين ألفاً، ومعهم عشرة الآف فرس، واثنا عشر ألف بعير، وسار ÷، واستخلف علياً # على المدينة، فشقَّ ذلك عليه في خبر طويل⁣(⁣٤)، فقال له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؛ إلا أنه لا نبي بعدي»⁣(⁣٥)، وتخلف عنه ÷ المنافقون أكثرهم،


(١) السيرة النبوية ٤/ ١٠٤، واللفظ فيها: أن عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار.

(٢) في (ب): وسمي.

(٣) انظر سيرة ابن هشام ٤/ ١٠٣، واللفظ هنا هو منها باختصار وتصرف.

(٤) انظره في السيرة النبوية لابن هشام ٤/ ١٠٦.

(٥) حديث المنزلة هو من الأحاديث المتواترة، رواه المحدثون في كتبهم، وقد قاله الرسول ÷ في مقامات عدة، ورواه عدد كثير من أصحاب رسول الله ÷، وورد في كتب الحديث عند أهل البيت $ وشيعتهم ¤ وفي كتب غيرهم بأسانيد وطرق كثيرة، ذكر السيد العلامة المجتهد الكبير مجد الدين =