السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سببها]

صفحة 235 - الجزء 1

  والمعذِّرون من الأعراب، وقليل من المؤمنين أبطأت بهم النية، وهم الثلاثة⁣(⁣١) الذين ذكرهم الله ø وتاب عليهم⁣(⁣٢)، وكان من خرج من المنافقين يتكلمون بما فيه طعن على النبي ÷ وتوهين لأمره، فأطلعه الله على ذلك، ولما نبأهم به أنكر بعضهم وحلفوا ما قالوا شيئاً، وقال بعضهم: إنما كنا نخوض ونلعب.

  وقال ÷ ذات ليلة: «إنها ستهب الليلة ريحٌ شديدة، فلا يقومنَّ منكم أحد إلا ومعه صاحبه، ومن كان معه بعير فليوثق عقاله»، فهاجت ريح شديدة، ولم يقم أحد إلا ومعه صاحبه، إلا رجلين من بني ساعدة خرج أحدهما لحاجته فصرع، وخرج الآخر في طلب بعير له، فاحتملته الريح حتى طرحته⁣(⁣٣) بجبلي طيء، فقال رسول الله ÷: «ألم أنهكم»، ثم مسح على المصروع فشفي وقدمت طيء بالآخر إلى المدينة بعد ذلك⁣(⁣٤).

  وأصبحوا ذات يوم ولا ماء معهم، فشكوا ذلك إلى رسول الله ÷، فاستقبل القبلة


= المؤيدي حفظه الله في كتابه لوامع الأنوار ١/ ٩٨ - ٩٩ عن الإمام الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة # قوله: فيه من الكتب المشهورة عند المخالفين أربعون إسناداً من غير رواية الشيعة وأهل البيت. انتهى. قال العلامة مجد الدين المؤيدي: وقال الحاكم: هذا حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرجته بخمسة آلاف إسناد. انتهى. وعلى العموم فتخريج الحديث بأسانيده وطرقه ورواته ومصادره وتعداد مقاماته يطول جداً، انظر ذلك كاملاً في كتاب لوامع الأنوار ١/ ٩٨ - ١٠٤، وانظر أنوار التمام للعلامة أحمد بن يوسف زبارة ٥/ ٣٩٠ - ٣٩٤، والروضة الندية للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير ١٠٠ - ١٠٤، وانظره بتخريج موسع في كتاب الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي للإمام يحيى بن حمزة # ٢/ ٩٨١.

(١) الثلاثة، سقط من (ب).

(٢) الثلاثة الذين خلفوا عن رسول الله ÷ في غزوة تبوك فلم يحضروها هم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية. انظر عن قصتهم كاملة وما نزل فيهم من القرآن (سيرة ابن هشام ٤/ ١١٦ - ١٢١، والكشاف للزمخشري ٢/ ٣٠٣ - ٣٠٥).

(٣) في (ب): حتى صرعته.

(٤) بعد ذلك، سقط من (ب)، وانظر الخبر في ابتسام البرق - خ -، وانظر له شاهداً في سيرة ابن هشام ٤/ ١٠٧ - ١٠٨، وصحيح مسلم ١٥/ ٣٩.