حجة الوداع
  النبي ÷ من المدينة لحجة الوداع، وتسمى حجة الإسلام، ولم يحج ÷ من المدينة غيرها(١).
  قال: قال ابن إسحاق: وبمكة أخرى، وقيل: حج بمكة حجتين بعد النبوة، وما قبلها لا يعلمه إلا الله.
  وروى الترمذي(٢)، عن جابر قال: حجَّ رسول الله ÷ حجتين قبل أن يهاجر، وحجة بعد ما هاجر معه عمرة(٣)، فساق ثلاثاً وستين بدنة، وجاء علي # من اليمن ببقيتها(٤)، فيها جمل في أنفه بُرَة من فضة.
  واعتمر صلى الله عليه وعلى آله أربع عمر كلها في ذي القعدة، إلا التي مع حجته، إحداهن في ذي القعدة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصُدُّوا فيها، فتحلل فحسبت(٥) له عمرة، والثانية: في ذي القعدة من العام المقبل، وهو(٦) سنة سبع وهي عمرة القضاء، والثالثة: في ذي القعدة سنة ثمان، وهي عام الفتح من الجعرانة؛ حيث قسم غنائم حنين، والرابعة: مع حجته الكبرى سنة عشر(٧)، فخرج رسول الله ÷ من
(١) وذكره في سيرة المصطفى ٦٦٤، وعزاه إلى تأريخ ابن كثير.
(٢) هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى البوغي الترمذي، المتوفى سنة ٢٧٩ هـ، الحافظ المشهور، أحد المحدثين، وكتابه في علم الحديث يعرف بالجامع والعلل، توفي بترمذ.
(انظر وفيات الأعيان ٤/ ٢٧٨ ترجمة رقم (٦١٣».
(٣) رواه الإمام المهدي في مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٨، عن الصادق، عن جابر، فذكره، ورواه عن الترمذي العلامة أحمد بن يوسف زبارة في أنوار التمام ٣/ ١١٥ عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال. وهو في شرح ابن بلال على الأحكام. انتهى.
(٤) أي ببقية المائة البدنة، وهي سبعة وثلاثون بدنة.
(٥) في (أ): فحسب.
(٦) في (ب): وهي.
(٧) انظر مقدمة البحر الزخار ص ٢٠٨، وذكر في أنوار التمام ٣/ ١٣٦ عن شرح الأحكام لابن بلال، بسنده عن ابن عباس، قال: «اعتمر رسول الله ÷ أربع عمر: عمرة الحديبية، وعمرته من العام المقبل، وعمرته من الجعرانة، وعمرته مع حجته، وحج حجّة واحدة». انتهى. وخبر عُمَرِ النبي ÷ الأربع أخرجه البيهقي في السنن الكبرى برقم (٨٧٤٦) بسنده عن قتادة: أن أنساً أخبره أن رسول الله ÷ اعتمر أربع عمر، فذكر الحديث.