السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[كيفية التقبيل للحجر الأسود]

صفحة 248 - الجزء 1

  الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر بيده ثلاثاً وستين بدنة عدد سني عمره، ثم أعطى علياً ما بقي إلى تمام المائة، ثم حلق رأسه بمنى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ولم يزل يلبي حتى رمى، ثم أتى منزله بمنى، ونحر، ثم قال للحلاق: «خذ»، وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر، ثم جعل يعطيه الناس.

  وفي رواية: دفعه إلى أبي طلحة ليفرقه بين الناس، قيل: أصاب خالد بن الوليد شعرات من شعر ناصيته، فتركها في قلنسوته، فلم يشهد بها قتالاً إلا نصر.

  قال جابر: وأشرك ÷ علياً ¥ في هديه، ثم أمر من كل بدنة بِبَضْعة، فجعلت في قِدْرٍ، فطبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مَرَقِهَا، ثم ركب ÷ فأفاض إلى البيت، وصلى الظهر بمكة، فأتى بني عبد المطلب وهم يسقون على زمزم، فقال: «انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم»، فناولوه دلواً فشرب منه، وطاف ÷ في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة؛ ليراه الناس وليشرف وليسألوه، وكان ÷ لا يستلم في طوافه إلا الحجر الأسود والركن اليماني.

[كيفية التقبيل للحجر الأسود]

  قال: قال الشيخ محب الدين الطبري: العمل عند أهل العلم في كيفية التقبيل أن يضع شفتيه على الحجر من غير تصويت، فإنه صحَّ أن النبي ÷ قبَّله من غير تصويت، وكان ÷ حين يقدم⁣(⁣١) مكة ينزل بذي طوى، ويبيت به حتى يصبح الصبح، ومصلاه ذلك على أكمة غليظة، ليس في المسجد المبني ثَمّة، ولكن أسفل من ذلك عليها.


(١) في (ب): قدم.