السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

فصل في وفاته ÷

صفحة 274 - الجزء 1

  فقال: «ويحكن! ادعين لي حبيبي وثمرة فؤادي».

  فقالت عائشة: ادعوا لي أبا بكر، فدعي.

  فقال: «ويحكن! ادعين لي حبيبي وثمرة فؤادي».

  فقالت فاطمة &: ادعوا لي⁣(⁣١) زوجي علي بن أبي طالب، ما أراه يريد غيره، فدعي فلما نظر إليه جبذه⁣(⁣٢) واعتنقه وَقَبّل بين عينيه، ثم قال: «السلام عليك يا أبا الحسن، فإنك لا تراني⁣(⁣٣) بعدها إلى يوم القيامة»، ثم قال: «أفتقبل وصيتي، وتقضي ديني، وتنجز عداتي».

  قال: نعم.

  قال له: «يا أبا الحسن، إذا أنا⁣(⁣٤) مت فاغسلني، فإنه لا ينظر إلى جسدي غيرك إلا ذهب بصره، وليكن من ينقل إليك الماء من أهل بيتي مشدود العين، فإذا فرغت من غسلي، فكفني بثوبين أبيضين وبحبرة يمانية».

  قال علي #: فإذا فرغنا من غسلك وتكفينك، فمن يصلي عليك؟.

  قال: «يا سبحان الله! فإذا فرغتم من شأني، فأمهلوني على شفير قبري ساعة، فأول من يصلي عليَّ رب السماوات والأرض، والصلاة من الله الرحمة، ثم جبريل وميكائيل⁣(⁣٥) وملائكة سمائها، فإذا فرغتم من ذلك فأمهلوني قليلاً، ثم يتقدم أهل بيتي فليصل عليَّ الأقرب فالأقرب بغير إمام، ثم ألحدوني في لحدي، واحثوا عليَّ التراب، وأوصيكم


(١) في المصابيح: له.

(٢) جبذ الشيء مثل جذبه مقلوب منه. (مختار الصحاح ص ٩١).

(٣) في (ب): لن تراني.

(٤) أنا، زيادة من (ب)، ومن المصابيح.

(٥) في المصابيح: ثم ميكائيل وملائكة سماء سماء،