فصل في وفاته ÷
  فقال: «ويحكن! ادعين لي حبيبي وثمرة فؤادي».
  فقالت عائشة: ادعوا لي أبا بكر، فدعي.
  فقال: «ويحكن! ادعين لي حبيبي وثمرة فؤادي».
  فقالت فاطمة &: ادعوا لي(١) زوجي علي بن أبي طالب، ما أراه يريد غيره، فدعي فلما نظر إليه جبذه(٢) واعتنقه وَقَبّل بين عينيه، ثم قال: «السلام عليك يا أبا الحسن، فإنك لا تراني(٣) بعدها إلى يوم القيامة»، ثم قال: «أفتقبل وصيتي، وتقضي ديني، وتنجز عداتي».
  قال: نعم.
  قال له: «يا أبا الحسن، إذا أنا(٤) مت فاغسلني، فإنه لا ينظر إلى جسدي غيرك إلا ذهب بصره، وليكن من ينقل إليك الماء من أهل بيتي مشدود العين، فإذا فرغت من غسلي، فكفني بثوبين أبيضين وبحبرة يمانية».
  قال علي #: فإذا فرغنا من غسلك وتكفينك، فمن يصلي عليك؟.
  قال: «يا سبحان الله! فإذا فرغتم من شأني، فأمهلوني على شفير قبري ساعة، فأول من يصلي عليَّ رب السماوات والأرض، والصلاة من الله الرحمة، ثم جبريل وميكائيل(٥) وملائكة سمائها، فإذا فرغتم من ذلك فأمهلوني قليلاً، ثم يتقدم أهل بيتي فليصل عليَّ الأقرب فالأقرب بغير إمام، ثم ألحدوني في لحدي، واحثوا عليَّ التراب، وأوصيكم
(١) في المصابيح: له.
(٢) جبذ الشيء مثل جذبه مقلوب منه. (مختار الصحاح ص ٩١).
(٣) في (ب): لن تراني.
(٤) أنا، زيادة من (ب)، ومن المصابيح.
(٥) في المصابيح: ثم ميكائيل وملائكة سماء سماء،