السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

الرابع: بناء إبراهيم الخليل #

صفحة 33 - الجزء 1

  طوله في الأرض من جانب ظهر البيت الشريف من الركن الغربي المذكور إلى الركن اليماني [أحد وثلاثين ذراعاً، وجعل عرضه في الأرض من الركن اليماني]⁣(⁣١) إلى الحجر الأسود عشرين ذراعاً، وجعل الباب لاصقاً بالأرض غير مرتفع عنها، ولا مبوب حتى جعل لها تبع الحميري باباً، وحفر إبراهيم # في بطن البيت على يمين من دخله حفرة؛ لتكون خزانة للبيت يوضع فيها ما يهدى إلى البيت، وكان إبراهيم # يبني وإسماعيل # ينقل إليه الأحجار، فلما ارتفع البنيان قرب له المقام فكان يقوم عليه، حتى انتهوا⁣(⁣٢) إلى موضع الحجر الأسود، فقال إبراهيم لإسماعيل @: يا إسماعيل، ائتني بحجر تكون علماً للناس، يبتدؤون⁣(⁣٣) منه الطواف، فذهب إسماعيل في طلبه، فجاء جبريل # إلى إبراهيم # بالحجر الأسود، وكان الله ø استودعه في جبل أبي قبيس، لما وقع الطوفان في زمن نوح #، وهو حينئذ يتلألأ نوراً فأضاء بنوره شرقاً وغرباً، وشاماً ويمناً، إلى منتهى أنصاب الحرم، وإنما سودته أنجاس الجاهلية وأرجاسها.

  قال الأزرقي: ولم يكن إبراهيم # سقف البيت ولا بناه بمدر، وإنما رصَّه رصًّا، وذكر الأزرقي بإسناده إلى عبد الله بن عمر، أن جبريل # نزل بالحجر على إبراهيم # من الجنة، قال: وكان موضع الكعبة قد خفي ودرس زمن الطوفان فيما بين نوح وإبراهيم @، وكان موضعه أكمة حمراء، لا تعلوها السيول غير أن الناس كانوا يعلمون أن موضع البيت فيما هناك⁣(⁣٤) من غير تعيين محله، وكان يأتيه المظلوم والمتعوذ من أقطار الأرض ويدعو عنده المكروب، وما دعا عنده أحد إلا استجيب له، وكان الناس يحجون إلى موضع البيت، حتى بيَّن الله مكانه لإبراهيم #.


(١) ما بين المعقوفين سقط من (ب).

(٢) في (ب): انتهى.

(٣) في (ب): يبتدرون، ولعله تحريف.

(٤) في (ب): هنالك.