السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[الحادي عشر: بناء السلطان مراد بن السلطان أحمد]

صفحة 38 - الجزء 1

  التي أعدوها لعمارة الكعبة، ورفعوا بابها عن الأرض ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، وجعلوا في ركنها اليماني من داخلها درجة يصعد منها إلى سطح الكعبة.

التاسع والعاشر: بناء ابن الزبير والحجاج

  وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى.

[الحادي عشر: بناء السلطان مراد بن السلطان أحمد]

  قلت: والحادي عشر: بناء السلطان مراد بن السلطان أحمد من سلاطين بني عثمان، وذلك في شهر شعبان سنة إحدى وأربعين وألف سنة، فإنها انهدمت من سيل كبير دخلها، وانهدمت دور كثيرة بمكة من ذلك السيل، فبناها السلطان كما ذكرنا.

  قال النهروالي⁣(⁣١): وأما صفة⁣(⁣٢) المسجد حول الكعبة فقد بيَّنا صفته، وكيف كان، وقد وسَّعه عدة من السلاطين.

  قال النهروالي: ثم مالت الأروقة⁣(⁣٣) الثلاثة من الجانب الشرقي من المسجد الحرام سنة خمسين وتسعمائة، وفارق السطح المتصل برباط السلطان قايتباي، والمدرسة الأفضلية لصاحب اليمن، فبرز أمر السلطان سليم خان بن سليمان خان بن سليم خان ببناء المسجد من جوانبه الأربعة على أحسن وضع وأجمل صورة، وأمر أن يجعل مكان السطح قباب محكمة راسخة الأساس، لأن خشب السقف تبلى بتقادم الزمان، وتأكله الأرَضَةَ والقباب، وذلك في سنة تسع وسبعين وتسعمائة، وشرع في ذلك لأربع عشرة ليلة من شهر ربيع الأول سنة ثمانين وتسعمائة، ثم كمَّل إتمام هذا البناء العظيم السلطان


(١) قال النهروالي، سقط من (ب).

(٢) في (أ): صحة.

(٣) في (ب): الأورقة.