السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

الهجرة الصغرى وحصار قريش له ÷

صفحة 45 - الجزء 1

  لفداء الأغر والحسب الثـ ... ـاقب والباع والأمين⁣(⁣١) النجيب

  إن تصبك المنون فالنبل تَبْرِى⁣(⁣٢) ... فمصيب منها وغير مصيب

  كل حي وإن تملَّى بعيش ... آخذ من سهامها بنصيب⁣(⁣٣)

  انتهى.

  وقوله: فقال أبو لهب: لشد ما سحركم إلى آخره، فيه نظر؛ لأن أبا لهب لم يكن معهم في الشعب، ولعل هذا القول كان في قصة أخرى. والله أعلم.

  فلما رأى رسول الله ÷ ما يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية لمكانه من الله ومن عمه أبي طالب، قال لهم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً»⁣(⁣٤).

  قال في (الإمتاع): فخرج عثمان بن عفان، وتبعه الناس، فكان عدتهم أحد عشر رجلاً وأربع نسوة، سنة خمس من المبعث، وهي السنة الثانية من إظهار الدعوة، فأقاموا شهر شعبان ورمضان، وبلغهم أن قريشاً أسلمت، فعاد منهم قوم وتخلف قوم، فلما قرب الذين قدموا إلى مكة بلغهم⁣(⁣٥) أن ذلك كذب، فدخلوا مكة في شوال سنة خمس من النبوة، وما منهم من أحد إلا بجوارٍ أومستخفياً، ثم خرج حمزة وجماعات بلغ عددهم بمن خرج أولاً اثنين وثمانين. انتهى.


(١) في (ب): والأمير.

(٢) في السفينة: تفري.

(٣) السفينة - ج ٢ - (خ).

(٤) المصابيح في السيرة لأبي العباس الحسني ص ١٩٩، وسيرة ابن هشام ١/ ٢٠٦، وابتسام البرق - خ -، والجزء الثاني من السفينة للحاكم الجشمي - خ -.

(٥) في (ب): فبلغهم.