الهجرة الصغرى وحصار قريش له ÷
الهجرة الصغرى وحصار قريش له ÷
  وكان حصار قريش له ÷ في شعب أبي طالب، وله تسع سنين وثمانية أشهر وثمانية عشر يوماً، ومدة الحصار ثلاث سنين حتى أكلوا القد والجلد، وفي الشعب أطعم رسول الله ÷ القوم مالا يشبع أحدهم، وسقاهم جميعاً مالا يروي أحدهم، فشبعوا والطعام باق، ثم دعاهم إلى دين الله، فقال أبو لهب: لشد ما سحركم ابن أبي كبشة(١).
  قال في (السفينة)(٢): وعن الباقر: لما كان النبي ÷ في الشعب، فكان إذا عُرِفَ مكانه، أتاه أبو طالب فأنامه حيث لا يعرف، ويأمر علياً فيضطجع على فراشه، فقال يوماً علي: إني لمقتول، فأنشأ أبو طالب يقول:
  اصطبر(٣) يا بني فالصبر خير ... كل حي مصيره لشعوب(٤)
  قد بلوناك والبلاء شديد ... لفداء(٥) الحبيب وابن الحبيب
(١) السفينة ج ٢ (خ).
(٢) السفينة هو كتاب لمؤلفه الحاكم الجشمي المحسن بن محمد بن كرامة، المتوفى سنة ٤٩٩ هـ، وقد سبقت ترجمته، ويسمى الكتاب: السفينة الجامعة لأنواع العلوم في التاريخ وغيره، أربعة مجلدات كبار، ولا يزال في عداد المخطوطات.
(انظر عنه أعلام المؤلفين الزيدية ص ٨٢٢).
(٣) في السفينة وشرح النهج: اصبرن.
(٤) في (أ، ب): بشعوب، والشعوب: المنية، وفي نسخة أخرى، والسفينة، وأمالي أبي طالب، وشرح النهج لابن أبي الحديد، وتنبيه الغافلين: لشعوب، كما أثبته، والأبيات في أمالي أبي طالب ص ٨٥ - ٨٦، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١٤/ ٦٤ مع اختلاف يسير، وهي في تنبيه الغافلين ص ٣٩ باختلاف يسير أيضاً.
(٥) في (ب): بفداء.