كسر الأصنام
  الباطل» فلم أزل أعالجه حتى استمكنت(١) منه، فقال لي: «اقذفه» فقذفته وتكسر(٢) ونزلت من فوق الكعبة، فانطلقت أنا والنبي ÷ نسعى، وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم، قال علي: فما صعدته حتى الساعة(٣).
  وذكر الحاكم في (السفينة)، أيضاً عن علي #، قال: لما كانت الليلة التي أمرني رسول الله ÷ أن أبيت على فراشه، وخرج من مكة مهاجراً، انطلق بي إلى الأصنام، الحديث الذي ذكرناه على ما هو، وقال علي # في ذلك:
  وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى ... ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
  رسول الله خاف أن يمكروا به ... فنجاه ذو الطول الإله من المكر
  وبات رسول الله في الغار آمناً ... موقّى وفي حفظ الإله وفي ستر
  وبت أراعيهم وما يثبتونني ... وقد وطنت نفسي على القتل والأسرِ(٤)
  انتهى.
  وروى أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلاَّبي(٥) | في
(١) في (ب): استمسكت.
(٢) في (ب): فتكسر.
(٣) السفينة - خ - وأورده بلفظ السفينة مع اختلاف يسير في لفظه العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في الروضة الندية ص ٣١ وعزاه إلى ابن أبي شيبة، وأحمد، وأبي يعلى، وابن جرير، قال: وصححه الحاكم، والخطيب، من حديث علي #.
(٤) السفينة ج ٢ - خ -، وانظر شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ١/ ١٠٢، والمصابيح لأبي العباس الحسني ص ٢٢٨ مع اختلاف يسير، ومناقب الحافظ محمد بن سليمان الكوفي ١/ ١٢٤، وانظر الأبيات أيضاً في تنبيه الغافلين للحاكم الجشمي ص ٤٠.
(٥) هو أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلاّبي المعروف بأخي تبوك، محدث، عرف بمسند =