السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

كسر الأصنام

صفحة 64 - الجزء 1

  الحسني #.

  وكان عبد الله بن أبي بكر يتسمع لهما ما يقال فيهما بمكة ثم يأتيهما بذلك، فجاءت قريش في طلبهما إلى ثور وما حوله، فمروا على باب الغار، وحاذت أقدامهم رسول الله ÷ وأبا بكر، وقد نسجت العنكبوت، وعشعشت حمامتان على باب الغار، وبكى أبو بكر وقال: يا رسول الله، لو أن أحدهم⁣(⁣١) نظر إلى موضع قدمه لرآنا، فقال رسول الله ÷: «ما ظنك باثنين ثالثهما الله»، فرجعت قريش، ونادوا بأعلى مكة وأسفلها: من قتل محمداً وأبا بكر فله مائة من الإبل، ويقال: جعلوا لمن جاء بهما أو بأحدهما ديته⁣(⁣٢). انتهى.

كسر الأصنام

  قال الحاكم في (السفينة): عن علي # قال: انطلق بي رسول الله ÷ حتى أتى الكعبة، فقال لي: «اجلس»، فجلست إلى جنب الكعبة، فصعد رسول الله ÷ على منكبي، ثم قال لي: انهض، فنهضت، فلما رأى ضعفي تحته قال لي: «اجلس»، فجلست فنزل وقال لي: «يا علي، اصعد على منكبي» فصعدت على منكبيه، ثم نهض بي، فلما نهض بي خيل إليَّ أني لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة، وتنحى النبي ÷، فقال: «ائت صنمهم الأكبر صنم قريش» وكان من نحاس موتداً بأوتاد حديد إلى الأرض، وقال لي: «عالجه»، وكان يقول: «إيه! إيه! جاء الحق، وزهق


= كتاب (أنوار اليقين) المذكور هنا وغيره، (انظر عنه وعن مؤلفاته أعلام المؤلفين الزيدية ص ٣١٠ - ٣١١ ترجمة رقم (٢٨٨».

(٦) المصابيح ص ٢٢٦ - ٢٢٧ برقم (٩٢)، وأخرجه من حديث بسنده عن أبي العباس الحسني الإمام أبو طالب في أماليه ص ١٢١ برقم (٩٠).

(١) في (ب): أحدهما.

(٢) ما ذكره المؤلف هنا عن الإمتاع ذكره ابن بهران في ابتسام البرق - خ -.