السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

بيعة العقبة [الثانية]

صفحة 71 - الجزء 1

  من الغار سحرة ليلة الإثنين لأربع خلون من ربيع الأول على الصحيح، معهما سفرة أتت بها أسماء بنت أبي بكر، وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة، وسار عبد الله بن أريقط أمامهما، فلما مروا بحي بني مدلج بصر⁣(⁣١) بهم سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي، فركب جواده ليأخذهم، حتى إذا قرب⁣(⁣٢) ساخت به فرسه في الأرض إلى بطنها وكانت صلبة، وثار⁣(⁣٣) من تحتها مثل الدخان، فقال⁣(⁣٤): ادعُ لي يا محمد ليخلصني الله، ولك عليَّ أن أرد عنك الطلب، فدعا له فتخلص، فعاد يتبعهم، فساخت قوائم فرسه في الأرض أشد من الأولى، فقال: يا محمد، قد علمت أن⁣(⁣٥) هذا من دعائك عليَّ، فادعُ الله لي، ولك عهد الله أن أرد عنك الطلب، فدعا له فتخلص، وقرب من النبي ÷، وقال: يا رسول الله، خذ سهماً من كنانتي، فإن⁣(⁣٦) إبلي بمكان كذا فخذ منها ما أحببت، قال: «لا حاجة لي في إبلك»، وسأل رسول الله ÷ أن يكتب له كتاباً، فكتب له أبو بكر، وقيل: بل كتب له عامر بن فهيرة في أديم، ورجع يقول للناس: قد كفيتم ما هنا، ويرد عنهم الطلب⁣(⁣٧).

  وروي أنه تلقاه ÷ بريدة بن الحصيب الأسلمي في سبعين راكباً من قومه، فأسلموا كلهم، وقال بريدة للنبي ÷: تنزل عليَّ، فقال ÷: «إن ناقتي هذه مأمورة»، ثم قال: لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء، فحلّ رسول الله ÷ عمامته، ثم شدها في رمح، ثم مشى بين يديه.

  ومرَّ رسول الله ÷ بخيمتي أم معبد عاتكة بنت خويلد الخزاعية، وكان من أمره في


(١) في (ب): بصرهم.

(٢) في (ب): حتى إذا ركب بهم قرب ساخت ... إلخ.

(٣) في (ب): وسار.

(٤) في (ب): وقال.

(٥) أن، سقط من (ب).

(٦) في (ب): قال، وهو خطأ.

(٧) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ١٠٢.