السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

بيعة العقبة [الثانية]

صفحة 70 - الجزء 1

  متسربلين في الحديد، إلى قوله: فلما علمت بهم قريش ارتاعوا من ذلك، واجتمعوا إلى خيمة عتبة بن ربيعة، وأقبل أبو جهل، وعكرمة بن أبي جهل، وعمرو بن العاص، وصفوان بن أمية، وأبو سفيان صخر بن حرب، وعتبة بن ربيعة، ثم نهضوا إلى الأنصار، ثم حكى الحجوري ما كان بينهم من المنازعة والشقاق، وما أنشدوه من الأشعار حتى هموا بالحرب، ثم⁣(⁣١) آل أمرهم إلى أن حلفت قريش للأنصار ألاّ يعرضوا للنبي ÷ إلا بخير، ولا لمن دخل في دينه من آبائهم وإخوانهم وجيرانهم، ولا لمن أحب أن يقعد معه من الأنصار، ولا لمن أتى إليه من جميع القبائل، ويبقى النبي ÷ بين أظهرهم مدة الأجل، وهو ثلاثة أشهر، ثم يقضي الله سبحانه وتعالى في هذا الأجل ما أحب.

  قال: وأخذت قريش من الأنصار عهد الله على ذلك، وانصرفوا⁣(⁣٢) بلادهم راضين بأمر رسول الله ÷، قال: وأسلم في تلك الأشهر: عمار بن ياسر العنسي، وعمر، وعثمان، وطلحة، وقوم من مكة كثير وهاجروا، فلما علمت⁣(⁣٣) ذلك قريش شقَّ عليهم ذلك، واجتمعوا إلى دار الندوة، واشتوروا وهموا بالغدر بالنبي ÷، وقال بعضهم: نقتله، وقال بعضهم: نطرده، وقال بعضهم: نوثقه رباطاً، فأضجع علياً # في مضجعه، وخرج ÷ إلى الغار، ... الخبر.

  قال ابن بهران: ولما مضت ثلاث لرسول الله ÷ وأبي بكر وهما في الغار، وأتاهما دليلهما وقد سكن الطلب عنهما، ومعه بعيراهما، فأخذهما لرسول الله ÷ بالثمن من أبي بكر، وقد كان أبو بكر أعدَّهما قبل ذلك⁣(⁣٤).

  قلت: وقد ذكرنا من قبل رواية غيره، قال: فركب رسول الله ÷ الجدعاء، وخرجا


(١) في (ب): حتى آل.

(٢) في (ب): فانصرفوا.

(٣) في (ب): فلما علموا بذلك قريش.

(٤) ابتسام البرق - خ - وهو فيه نقلاً عن الإمتاع.