بناء مسجده ÷
  قال: «إذا قام أصاب رأسه السقف»، ثم كثر المسلمون، فقيل له: لو أمرت بالمسجد فزيد فيه؟
  فقال: «نعم»، فأمر فزيد فيه، ثم اشتد عليهم الحر، فقيل: لو أمرت بالمسجد فظلل؟
  قال: «نعم»، فأمر(١) فأقيم فيه السواري، وطرحت فيه خصف الأواري، فلما أصابهم المطر وجعل المسجد يكف عليهم، فقيل له: لو أمرت بتطيينه؟ فقال لهم: «لا، عريش كعريش أخي موسى، ما أمرت بتشييد المساجد»، فلم يزل كذلك حتى قبض رسول(٢) الله ÷، وكان جداره قبل أن يظلَّل قامة(٣). انتهى.
  وبنى ÷ الحِجرَ لأزواجه بجانب المسجد، وجعلها تسعاً، بعضها مبني بحجارة قد رصّت، وسقفها من جريد(٤) مطيّن بطين، ولكل بيت حجرة، وكانت حُجره ÷ أكسية من شعر مربوطة في خشب عرعر.
  قال في (الإمتاع): ونزل تمام الصلاة أربعاً بعد شهر من مقدم رسول الله ÷ المدينة، فتمت صلاة المقيم أربعاً بعد ما كانت ركعتين، وأقرت صلاة المسافر ركعتين(٥).
(١) في (ب): فأمر به ... إلخ.
(٢) في (ب): النبي.
(٣) السفينة (ج ٢) خ.
(٤) الجريد: الذي يجرد عنه الخوص، الواحدة جريدة، ولا يسمى جريداً ما دام عليه الخوص، وإنما يسمى سعفاً. (مختار الصحاح ص ٩٩).
(٥) وحكاه عن الإمتاع الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام ١/ ٣٤٠.