السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[وفد بني عامر بن الطفيل وأربد بن قيس]

صفحة 83 - الجزء 1

  بعثك، وإنا معاشر النساء عوان⁣(⁣١) مقصورات بيوتكم، مقضيات شهواتكم، حاملات أولادكم، والله فضلكم علينا بالْجُمَعِ والجماعات، وعيادة المريض، وشهادة الجنازة، والحج، والعمرة، والجهاد، وإن الرجل إذا خرج حاجاً أو مجاهداً جمعنا له الطعام، وحفظنا المال، وغزلنا الثوب، فما أجرنا في ذلك؟ فقال ÷ والتفت إلى أصحابه: «هل سمعتم مقالة أحسن من مقالتها»؟ ثم قال: «ارجعي وراءك وأخبري من خلفك من النساء: أن متابعة إحداكن زوجها وطلبها مرضاته يعدل ذلك كله»⁣(⁣٢) ففرحت استبشاراً بما قال⁣(⁣٣).

[وفد بني عامر بن الطفيل وأربد بن قيس]

  وقدم على رسول الله ÷، وفد بني عامر بن الطفيل، وأربد بن قيس، فقدم عامر وهو يريد الغدر برسول الله ÷، وقد قال له قومه: إن الناس قد أسلموا⁣(⁣٤)، قال: والله، لقد كنت آليت لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش، ثم قال لأربد: إن قدمنا على هذا الرجل فإني سأشغل عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعلِه بالسيف، فلما قدموا على رسول الله ÷، قال عامر: يا محمد، خالني.

  قال: «لا والله⁣(⁣٥)، حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له⁣(⁣٦)»).


(١) في (ب): عورات.

(٢) أورد له شاهداً العلامة أحمد بن يوسف زبارة في أنوار التمام ٣/ ٢٥٩، وعزاه إلى الشفاء عن ابن عباس، قال: وأخرجه البزار عنه، والطبراني بالمعنى بلفظ أبسط.

(٣) خبر وافدة النساء أسماء بنت سهل أورده الحاكم الجشمي في الجزء الثاني من السفينة - خ -.

(٤) اللفظ من هنا في سيرة ابن هشام: إن الناس قد أسلموا تسلموا، فأسلم، قال: والله لقد كنت آليت أن لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، أفأنا أتبع هذا الفتى ... إلى آخره.

(٥) والله، سقط من (ب).

(٦) لا شريك له، زيادة من (ب).