[قدوم ضمام بن ثعلبة وافدا عن بني سعد بن بكر]
  المسجد، وكان ضمام رجلاً جعداً ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله ÷، وهو في المسجد مع أصحابه، فقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال رسول الله ÷: «أنا ابن عبد المطلب».
  قال: أمحمدُ؟
  قال: «نعم».
  قال: يا ابن عبد المطلب، إني سائلك ومشدد ومغلظ عليك في المسألة، فلا تجدن عليَّ في نفسك.
  قال: «لا أجد في نفسي، فسل عمَّا بدا لك».
  قال: أنشدك الله إلهك، وإله من كان قبلك، وإله من كان بعدك، آلله بعثك إلينا رسولاً؟
  قال: «اللهم، نعم».
  ثم حكى ابن بهران، مناشدته رسول الله ÷ في مسائله، إلى أن قال: فإني أشهدك: أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه، ثم لا أزيد ولا أنقص، ثم انصرف إلى بعيره راجعاً، قال رسول الله ÷: «إن صدق ذو العقيصتين(١) دخل الجنة»، فلما قدم على قومه كان أول ما تكلم به أن(٢) قال: بئست اللات والعزى! قالوا: مِه يا ضمام! اتق البرص! اتق الجذام! اتق الجنون!.
  قال: ويلكم! إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، إن الله قد بعث رسولاً، وأنزل عليه كتاباً، استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه، قال: فوالله ما
(١) العقيصة: الضفيرة، يقال: لفلان عقيصتان. (مختار الصحاح ص ٤٤٦).
(٢) أن، زيادة من (ب).