[قدوم عمرو بن معدي كرب الزبيدي]
  مفارقاً لملوك كندة ومباعداً لهم، وقد كان قبيل الإسلام بين مراد(١) وهمدان وقعة أصابت فيها همدان من مراد ما أرادوا، حتى أثخنوهم في يوم يقال له: يوم الردم(٢)، ولما انتهى إلى رسول الله ÷، قال له رسول الله ÷: «يا فروة، هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟» قال: يا رسول الله، من ذا الذي يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الردم لا يسوؤه ذلك، فقال له رسول الله ÷: «أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيراً»، واستعمله رسول الله ÷ على مراد، وزبيد(٣)، ومذحج(٤) كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، وكان معه في بلاده إلى أن توفي النبي ÷(٥).
[قدوم عمرو بن معدي كرب الزبيدي]
  وقدم على رسول الله ÷ عمرو بن معدي كرب الزُّبَيْدِي، في أناس من بني(٦) زُبَيْد فأسلم، وأقام عمرو بن معدي كرب الزُّبيدي في قومه في بني زُبَيد،
(١) مُراد بضم ففتح: بطن كبير من مذحج، مساكنهم في مأرب وحريب. (انظر معجم البلدان والقبائل اليمنية للمقحفي ٢/ ١٤٧٦ - ١٤٧٧).
(٢) في الطبري: الرزم.
(٣) زُبيد بضم ففتح: قبيلة من بلاد عنس السلامة في غربي مدينة ذمار، تنحدر من قبائل مذحج. (انظر المصدر السابق ١/ ٧٣٤).
(٤) مذحج بفتح فسكون فكسر الحاء: حلف قبلي واسع يضم عدداً من القبائل داخل اليمن وخارجه. (المصدر السابق ٢/ ١٤٧٢).
(٥) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ١٥٥ - ١٥٦، وتاريخ الطبري ٢/ ٣٩١ - ٣٩٢، والسفينة (ج ٢) - خ -.
(٦) بني، سقط من (ب).