الآثار والنتائج التي نتجت عن أخذ الخلافة على أمير المؤمنين #
  ٣ - التساهل في عصيان الله تعالى، والدعوة الضمنية إلى اقتراف الكبائر وارتكاب الجرائر؛ وذلك بما وضعوه - أي أهل المذاهب المحدثة - في أصول العقيدة من أن شفاعة النبي ÷ لأهل الكبائر من أُمَّتِه، ومِنْ أن مَن قال: «لا إله إلا الله» دخل الجنَّة وإن سرق وإن زنى ... إلخ، وقولهم: إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يخلق معاصي العباد، ويريدها ويشاؤها، ويقدرها ويفعلها، دون العباد ودون الشيطان، فقد نزهوا بقولهم هذا أنفسهم وقدسوها وكذلك الشيطان، ثم حملوا خالقهم سبحانه وتعالى المسئولية عن فعلها، وقد قدمنا شيئاً من ذلك.
  وعلى الجملة فقد عمَّ البلاء معظم عقائد الإسلام إن لم نقل كلها وكثيراً من أحكام الشريعة، وكذلك تأريخ الإسلام، فقد عمَّه البلاءُ ودخله التشويه والتحريف.
  ***
  ٦ - تَجفُونَ آلَ مُحَمَّدٍ أكَذَا ... عَهِدَ الإِلَهُ بِآيَةِ الأجْرِ؟!
  يتعجب شيخنا الناظم أيده الله تعالى من هذا الجفاء المتناهي المستمر بأهل بيت النبوة، وما لحقهم من أكثر هذه الأمة من المضايقات وأخذ الأموال وانتهاك الحرمات في غالب الأحوال، وقد كان ذلك على مراحل.
  ففي المرحلة الأولى أُقْصِي أمير المؤمنين عن منصة الخلافة، وأخذ مال زوجته فاطمة الزهراء حتى ماتت مغاضبة ودفنت ليلاً(١)، وتتمثل هذه المرحلة في الزمن
(١) انظر «صحيح البخاري - ط السلطانية» (٥/ ١٤٠) رقم (٤٢٤٠ - ٤٢٤٢) عن عائشة رواية طويلة وفيها: «فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا، فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فِي ذَلِكَ، فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ، وَعَاشَتْ بَعْدَ النَّبِيِّ ÷ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عَلَيْهَا» وهي في البخاري أيضاً (٤/ ٧٩) =