أي الفريقين أهدى
  قال مولانا الناظم رضوان الله عليه:
  ٨ - فِرَقٌ تُضَلِّلُنا على التَّقْوى ... وهي التي ضَلَّتْ وَمَا تَدْرِي
أي الفريقين أهدى
  هاهنا يخبر سلام الله عليه عن شيء من أسباب تعجبه وشكايته، وذلك من هذه الفرق المتعددة، والمذاهب الكثيرة المتفرقة، التي تَنْسِبُ أهل البيت النبوي إلى الضلال في مذهبهم، والانحراف في منهجيتهم، مع أن هؤلاء المضلِّلين لنا أولى بوسام الضلال، وأحق وأجدر بسمة مخالفة ذي الجلال؛ إذ لا ذنب لنا في ذلك إلا الالتزام بمؤهلات التقوى وأسبابها، والتمسك بأهدابها وعراها، ومراعاة أوامر الحي القيوم، والانتباه عن ملابسة نواهي علام الغيوب؛ فالحكم الله والموعد القيامة، حين جُثوّ الأمم، والأخذ بالكظم.
  نعم، وقد قامت الدلالة القاطعة، وثبتت الحجة الواضحة على أن الحق في جانب أهل البيت $ دون من خالفهم، فمن تلك الأدلة القطعية:
  ١ - قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران].
  ولا شك أن نبيَّنا محمداً ÷ خير الأنبياء وأمته خير الأمم، فيجب أن يكون آله خير آل، وأنهم المصطفون على سائر الناس، وذلك قضاءٌ بما قضت به سنة الله في أنبيائه À.
  ٢ - يؤكد ذلك ويعززه ما ثبت عن النبي ÷ كما في البخاري وغيره من كتب الحديث من أنه أمر المسلمين بكيفية الصلاة عليه، فقال ÷: «قولوا: اللَّهُمَّ