[لمحة عن خلافة علي #]
  عن ذلك زهداً عن الدنيا وعدم ثقة بنصيحة الكثير؛ فلمَّا لم يجد بُدّاً من ذلك نهض فيها كما أوضحه شيخنا الناظم حفظه الله في قصيدته وهو الذي أراده أمير المؤمنين بقسمه العظيم في قوله المأثور: (أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْلَا حُضُورُ الحَاضِرِ ... إلخ).
  قال شيخنا # في التحف شرح الزلف [٤٩/ط ٦]: بويع له ~ يوم الجمعة الثامن عشر في ذي الحجة الحرام سنة خمس وثلاثين، وفي مثل هذا اليوم كان غدير خم، ولهذا الاتفاق شأن عجيب! وفي سنة ست وثلاثين كان قتال الناكثين، وهم: أصحاب الجمل طلحة، والزبير، وعائشة وأتباعهم، كان عدة القتلى ثلاثين ألفاً، وفي سنة سبع وثلاثين كان قتال القاسطين - معاوية وأهل الشام ومن معهم - بصفين، انقضت وقعاته عن سبعين ألف قتيل، منها: (ليلة الهرير) قَتَلَ فيها الوصيُّ # ستمائة قتيل بستمائة ضربة، مع كل ضربة تكبيرة. وفي سنة تسع وثلاثين كان قتال المارقين وهم الخوارج بالنهروان. انتهى.
  وتوفي أمير المؤمنين # كما في (التحف) [٥٧/ط ٦] لإحدى وعشرين ليلة من شهر رمضان بعد أن ضربه أشقى الآخرين ابن ملجم - لعنه الله - يوم الجمعة ثامن عشر من شهر رمضان، لأربعين من الهجرة، وقبر في المشهد المقدس بالكوفة، وعمره كعمر النبي ÷ ثلاث وستون سنة. انتهى من التحف.
  وهكذا انتهت حياة أمير المؤمنين # بعد معاناة شديدة من الأمة، فإنه في أيام خلافته لم يهنأ بالاستقرار والأمن يوماً ما، فقد قامت الدنيا حين بويع له بالخلافة وقعدت، فنكثت بيعته طائفة، ومرقت أخرى، وقسط آخرون.