شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بداية سلطان معاوية العام

صفحة 153 - الجزء 1

  وممن قتله معاوية صبراً الصحابي الصابر حجر بن عدي الكندي، وعَمْرو بن الحَمِق الخُزَاعي، وأصحابهما رَضِيَ اللهُ عن أرواحهم الطاهرة، وستأتي قصتهم.

  وقد كان معاوية طلب منهم أن يتبرؤوا من علي بن أبي طالب # ليعفيهم من القتل فأبوا، فضربت أعناقهم، رحمة الله عليهم.

  وفي شرح نهج البلاغة [١١/ ٤٤]: وروى أبو الحسن المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته، فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون علياً، ويتبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءً حينئذٍ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي #، فاستعمل عليهم زياد بن سمية، وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي #، فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.

  وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق: ألّاَ يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة.

  وكتب إليهم: أن انظروا مَنْ قِبَلَكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته، والذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم، وقربوهم، وأكرموهم، واكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته.

  ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه؛ لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطائع، ويفيضه في العرب منهم والموالي، فكثر ذلك