شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بداية سلطان معاوية العام

صفحة 155 - الجزء 1

  الخشوع والنُسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم، ويقربوا مجالسهم، ويصيبوا الأموال والضياع والمنازل، حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان، فقبلوها ورووها، وهم يظنون أنها حق، ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها.

  فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي @ فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحدٌ من هذا القبيل إلاَّ وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض ... انتهى من شرح نهج البلاغة⁣(⁣١).

  ثم قال - أي شارح النهج -: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه⁣(⁣٢) - وهو


(١) نقل الطبري في تاريخه (٥/ ٢٥٣) في حوادث سنة إحدى وخمسين كلاماً لمعاوية يوصي به المغيرة بن شعبة، منه: ولست تاركاً إيصاءك بخصلة: لا تتحمَّ عن شتم علي وذمِّه، والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب على أصحاب علي، والإقصاء لهم، وترك الاستماع منهم، وبإطراء شيعة عثمان رضوان الله عليه والإدناء لهم، والاستماع منهم. اهـ، وابن الأثير في الكامل (٣/ ٦٩) بلفظ: لَا تَتْرُكُ شَتْمَ عَلِيٍّ وَذَمَّهُ، ... الخ، وهو في أنساب الأشراف (٥/ ٢٥٢) بلفظ: لا تكَفْكفَنَّ عَنْ شتم علي وذمه، ... الخ.

(٢) قال الزركلي في الأعلام (١/ ٦١) في ترجمته: إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي العتكيّ (٢٤٤ - ٣٢٣ هـ)، أبو عبد الله، من أحفاد المهلب ابن أبي صفرة، إمام في النحو. وكان فقيها، رأسا في مذهب داود، مسندا في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف. ولد بواسط (بين البصرة والكوفة) ومات ببغداد، ... وكان يؤيد مذهب (سيبويه) في النحو فلقبوه (نِفْطويه) ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الأديب في عصره أن يقول الشعر. سمّى له ابن النديم وياقوت عدة كتب، منها (كتاب التاريخ) و (غريب القرآن) و (كتاب الوزراء) و (أمثال القرآن) ولا نعلم عن أحدها خبراً. اهـ.