شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بداية سلطان معاوية العام

صفحة 156 - الجزء 1

  من أكابر المحدثين وأعلامهم - في تاريخه ما يناسب هذا الخبر. انتهى.

  ومن كلام رواه صاحب شرح نهج البلاغة [١١/ ٤٣]، عن أبي جعفر الباقر: وكان عِظَمُ ذلك (الخوف والقتل) وكبْرُهُ زمنَ معاوية بعد موت الحسن # فقتلت شيعتنا بكل بلدة، وقطعت الأيدي والأرجل على الظِّنَّة، وكان من يذكر بحبِّنا والانقطاع إلينا سُجن أو نُهب ماله، أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد - قاتل الحسين -، ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة، وأخذهم بكل ظِنَّة وتهمة حتى إن رجلاً ليقال له زنديق أو كافر أحب إليه من أن يقال: شيعة علي ... إلخ. انتهى.

  ومن عظائم معاوية قتله للإمام الحسن السبط بالسُّم على يد زوجته جعدة بنت الأشعث.

  ومن ولاته الذين أسرفوا في قتل المؤمنين زياد بن سمية، وسمرة بن جندب، وقد تولى زياد الكوفة ثم أضاف له معاوية البصرة، فكان زياد إذا خرج إلى البصرة استخلف على الكوفة سمرة بن جندب، وكان زياد على كثرة إسرافه في دماء المسلمين كثيراً ما يستنكر على سمرة الإسراف في قتل المسلمين في الكُوفة.

  وفي الطبري [٣/ ٢٠٨]: قال أبو السوار العدوي: قَتَل سمرة من قومي في غداة واحدة سبعة وأربعين رجلاً كلهم قد جمع القرآن⁣(⁣١).

  ومن عظائم معاوية بعثه لبسر بن أبي أرطأة إلى شيعة علي في اليمن، وقد كانت همدان شيعة لعلي #، فدخل بسر إلى اليمن في جيش من أهل الشام فجلس في ديار همدان وأفرط في القتل، فقتل نحواً من ثلاثين ألف رجل كلهم من همدان، وأخذ


(١) وقد تقدم ذكر شيء من مثالبه.