بداية سلطان معاوية العام
  نساءهم سبايا، ثم باعهنَّ في طريق عودته إلى الشام. فقدم على معاوية بمال كثير، فسُرَّ معاوية بذلك المال الذي جمعه بسر من أثمان نساء همدان فكانت نساء همدان أول نساء سُبِيت في الإسلام. ذكر ذلك في الاستيعاب، وهذه القصة مشهورة(١).
  ومن موبقات معاوية استلحاقه زياد بن سمية حيث جعله أخاه وابن أبيه من الزنا، وأثبت نسبه بذلك، وذلك خلاف المعلوم من دين الإسلام، وحكم العلماء على معاوية لذلك بالكفر حيث خالف ما علم من الدين ضرورة، وذلك قول النبي ÷: «الولد للفراش وللعاهر الحجر».
  وكثيراً ما يطلق شيخنا الناظم # على معاوية بأنه رأس الضلال ومنبع الجبر؛ لعدة أسباب هي:
  ١ - لأنه رأس الفرقة الباغية الداعية إلى النار بنص الرسول ÷ المتقدم: «ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنَّة ويدعونه إلى النار»، «ويح عمار تقتله الفئة الباغية».
  ٢ - لأنه أوَّل من سن لعن أهل البيت على منابر المسلمين حتى صار ذلك سُنَّة داخلة في صلب العقيدة.
  ٣ - لأنه أول من سن الفكر المنحرف الذي بناه على اتجاهاته الأمويَّة المعادية للإسلام.
  ٤ - لأنه أول من بذر بذور الجبر في نحو قوله: أُعطي من أعطى الله، وأمنع من
(١) الاستيعاب في ترجمة بسر بن أبي أرطأة (١/ ١٦١) وتاريخ الإسلام للذهبي (٥/ ٣٦٩) والوافي بالوفيات للصفدي (١٠/ ٨١) وأسد الغابة لابن الأثير (١/ ٣٧٣) والمقفى للمقريزي (٢/ ٢٤١).