شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بداية سلطان معاوية العام

صفحة 158 - الجزء 1

  منع⁣(⁣١) ..، حتى شاع وذاع، وجرى مجرى الأمثال أن العدل هاشمي، والجبر أموي.

  وفي عهده وبعده راج هذا المذهب المنحرف، وحظي بالدعم المادي والمعنوي، واستحكمت قواعده المبنية على خدمة المصالح السياسية لسلطان معاوية فمن بعده.

  ٥ - أول من مهد السبيل لسلطان بني أمية تمهيداً كاسحاً، فحارب علياً #، ثم سمَّ الحسن بن علي #، ثم قضى على رجال الإسلام المخلصين، ثم الترويج والدعاية لما يُثَبِّت دعائم السلطان: من تحريم الخروج على الخليفة، وطاعة الخليفة، والحصانة الدينية لفسقة بني أُمّية، وذلك عن طريق الفكر القائل: (من أقر بالشهادتين فهو مؤمن)، لا يضره ولا يخل بإسلامه ارتكاب الكبائر، واقتراف العظائم.

  وفي الشافي [١/ ٤٧٣]: ومات معاوية بدمشق سنة ستين يوم الخميس لثمان بقين من رجب، فكانت ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوماً من يوم تخلي الحسن # من الأمر. انتهى.

  وقد كان معاوية منذ سنة ست وخمسين يمهد ليزيد ولاية العهد بالترغيب


(١) في الأدب المفرد للبخاري برقم (٦٦٦): قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ: «إِنَّهُ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعَ اللَّهُ. اهـ ثم بعد ذلك ذكر بأنه سمعه من رسول الله ÷. وهناك رواية عن معاوية يرفعها إلى النبي ÷ في مسند أبي يعلى (١٣/ ٣١٤)، ومسند أحمد برقم (١٦٩٢١)، وصحيح مسلم برقم (١٠٣٧) قال فيه: «إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ، وَإِنَّمَا يُعْطِي اللَّهُ، فَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً وَأَنَا بِهِ طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَعْطَيْتُهُ عَطَاءً عَنْ شَرَهِ نَفْسٍ وَشِدَّةِ مَسْأَلَةٍ فَهُوَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ». اهـ