شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نماذج من أفعال معاوية وعماله بشيعة علي #]

صفحة 159 - الجزء 1

  والترهيب، وبذل في ذلك جزيل الأموال، وتألَّف الناس لذلك وصانعهم، وساعده على ذلك ولاته على الأمصار وعماله، وأطلق أيديهم في أموال المسلمين في سبيل ما قصده من ولاية يزيد حتى تمَّ لمعاوية الأمر وطاوعه أكثر الأمة، إلا نفراً يسيراً على رأسهم الحسين بن علي @.

[نماذج من أفعال معاوية وعماله بشيعة علي #]

  قال الحافظ الذهبي كما في النصائح الكافية [١٠٣]: قتل زيادٌ رشيداً الهجري؛ لتشيعه، فقطع لسانه وصلبه. انتهى.

  وفيها: أُتي زياد برُشَيدٍ الهَجَرِي هذا، وكان من خواص أصحاب علي # فقال له زياد: ما قال خليلك أنَّا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يديَّ ورجليَّ وتصلبونني. فقال زياد: أما والله لأكذبن حديثه، خلو سبيله؛ فلما أراد أن يخرج قال زياد: ردوه، لا نجد شيئاً أصلح مما قاله صاحبك، إنك لن تزال تبغي لنا سوءاً إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه، فقطعوها وهو يتكلم، فقال: اصلبوه خنقاً في عنقه؛ فقال رشيد: قد بقي لي عندكم شيء ما أراكم فعلتموه؛ فقال زياد: اقطعوا لسانه؛ فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال: نفِّسوا عني أتكلم بكلمة واحدة، فنفسوا عنه فقال: هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين، أخبرني بقطع لساني. فقطعوا لسانه وصلبوه. انتهى⁣(⁣١).

  أما أصحاب حجر الذين قتلوا معه فهم: شريك بن شداد الخضري، وصفي بن


(١) شرح نهج البلاغة (٢/ ٢٤٩) وقد ذكر الخبر جملة بقطع لسانه وصلبه كل من ابن حبان في كتابه المجروحون (ج ١/ ٢٩٨، ٣٦٨) والسمعاني في الأنساب (ج ١٣/ ٣٨٥) والذهبي في كتابيه ميزان الاعتدال (ج ٢/ ٥٢) وسير أعلام النبلاء (ج ٥/ ١٨٠) وابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (٣/ ٤٧٢).