شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نماذج من أفعال معاوية وعماله بشيعة علي #]

صفحة 161 - الجزء 1

  عبد الرحمن العنزي وكريم الخثعمي: ابعثوا بنا إلى أمير المؤمنين، فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقالته؛ فاستأذنوا معاوية فيهما فأذن بإحضارهما، فلما دخلا عليه قال الخثعمي: الله الله يا معاوية فإنك منقول من هذه الدار الزائلة إلى الدار الآخرة الدائمة، ثم مسؤول عما أردت بسفك دمائنا، فقال له: ما تقول في علي؟ قال: أقول فيه قولك؛ قال: أَتَبْرَأُ من دين علي الذي يدين الله به؟ فسكت؛ وقام شمر بن عبد الله من بني قحافة ابن خثعم فاستوهبه فوهبه له، على أن لا يدخل الكوفة فاختار الموصل.

  ثم قال لعبد الرحمن بن حسان: يا أخا ربيعة ما تقول في علي؟ قال: دعني ولا تسألني، فهو خير لك. قال: والله لا أدعك، قال: أشهد أنه كان من الذاكرين الله كثيراً، الآمرين بالحق والقائمين بالقسط والعافين عن الناس، قال: فما قولك في عثمان؟ قال: هو أول من فتح أبواب الظلم وأغلق أبواب الحق. قال: قتلت نفسك. قال: بل إياك قتلت. فرده معاوية إلى زياد وأمره أن يقتله شر قتلة فدفنه حيّاً. اهـ.

  وفي النصائح: أن بِسْرَ بن أرطأة حلف على منبر النبي ÷: لولا أنه منع لما ترك في المدينة محتلماً.

  وبسر هذا هو قاتل الصَّبِيَّيْن: عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس في حِجْر أمهما فجُنَّت بعد ذلك ووسوست، وهو السابي للنساء المسلمات من نساء همدان في اليمن، وبائعهن في الأسواق، وهو الفاعل الأفعال القبيحة.

  قال الطبري [٣/ ١٧٥]: وجد بِسْرُ قوماً من بني كعب مع غلمانهم على بئرهم فألقاهم في البئر. وقال: أقام بسر في المدينة شهراً، يستعرض الناس، ليس أحد ممن