شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[نماذج من أفعال معاوية وعماله بشيعة علي #]

صفحة 162 - الجزء 1

  يُقال إنه أعان على عثمان إلا قتله.

  قال الجاحظ كما في النصائح [١٠٦]: خطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله ÷ بالمدينة، فقال: تبّاً لهم إنما هم يطوفون بأعواد ورِمَّة بالية، هلاَّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك، ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله!؟

  وفي النصائح [ص ٦٢]: ذكر ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة [١/ ١٧٣])، والبيهقي في (المحاسن والمساوئ [ص ٣١]): قال أبو معشر: دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي لها، فقال لها: هل من مال؟ قالت: لا والله ما تركوا شيئاً؛ فقال: والله لتُخْرِجِنَّ إليَّ شيئاً أو لأقتلنك وصبيك هذا. فقالت: ويحك! إنه ولد أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله ÷، ولقد بايعتُ رسول الله ÷ معه يوم بيعة الشجرة على ألّا أسرق، ولا أزني، ولا أقتل ولدي، ولا آتي ببهتان أفتريه، فما أتيت شيئاً، فاتق الله، ثم قالت لابنها: يا بني، والله لو كان عندي شيءٌ لافتديتك به. قال: فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها، فضرب به الحائط فانتثر دماغه في الأرض. انتهى⁣(⁣١).

  وفيها [٧٥]: ذكر الطبري في تأريخه وغيره: أن عبيد الله بن زياد كتب إلى عمرو بن سعيد بن العاص - وهو والٍ على المدينة المنورة - يبشره بقتل الحسين #، فقرأ سعيد كتابه على المنبر، وأنشد رجزاً، ثم أومأ إلى القبر الشريف وقال: يا محمد يومٌ بيوم بدر! وعمرو هذا هو أحد ولاة معاوية، وكان مشهوراً بالتكبر، وهو الجبار الذي رعف على منبر النبي ÷ كما ذكره ابن قتيبة وغيره، فعن أبي هريرة قال:


(١) السيرة الحلبية (١/ ٢٤٠).