شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

مروان بن الحكم (ت 65 هـ)

صفحة 176 - الجزء 1

  بيته وشيعته وأنصاره؛ فمن البعيد حينئذ أن يدور في أفكارهم ترشيح أحد من أهل البيت $. وقد كان بنو أمية وأهل الشام يسمون عليّاً # وأولياءه: روافض، ويسمون أنفسهم: أهل السنة والجماعة.

  وقد رأيت في كتاب كتبه معاوية إلى بعض ولاته - رواه صاحب الفتوح في التاريخ - تسمية معاوية لعلي وأنصاره بالروافض، فقال فيه: وقد خرج ابن أبي طالب إلى البصرة في رَفَضَة أهل الحجاز.

  وفي كتاب كتبه أحد الولاة إلى يزيد: وقد بعثت بالرسالة مع رجلين من أهل الطاعة ومن أهل السنة والجماعة. روى ذلك صاحب الفتوح.

  وما زالت تلك التسمية للفريقين قائمة عند أهل السنة والجماعة إلى اليوم، فالروافض عندهم اسم لكل من أحب علياً # وأهل بيته، وهذا الاسم عندهم من أعظم ما يذم به المسلم، وصاحب هذا الاسم عندهم غير مقبول الرواية، ولا مرضي العدالة، بل إنه عندهم بمنزلة الزنديق، يعرف ذلك من طالع في كتب الجرح والتعديل عندهم.

  يدينون بذلك في حين أنك لا تجد لما يذهبون إليه أي أثارةٍ من علم، ولا حتى شبهة دليل، شرعه معاوية في شريعته وجعله ديناً وسنةً.

  وهذا في حين أن الأدلة الْمُجمع عليها عند جميع طوائف المسلمين تُفَنِّد سنتهم الأموية، فقد جاء في صحيح مسلم [ (٧٨) ١/ ٨٦] وغيره بأسانيد صحيحة عندهم أن «حبَّ عليٍّ إيمان وبغضه نفاق»⁣(⁣١).


(١) تقدم تخريجه.