شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[من هم الروافض]

صفحة 179 - الجزء 1

  البيت، واللاعنين لهم، والذين قتلوهم، وسفكوا دماءهم، وتركوا الرواية عن محبِّي علي وأهل بيته، وجرحوهم وذموهم، وسموهم بأقبح الأسماء.

  وكل هذا منهم رفض لما صح عن النبي ÷ من التعديل والتزكية لمحبي علي #، ومن الجرح والذم لمبغضيه - في الحديث الذي ذكرناه وفي غيره.

  من هنا يتبيَّن للناظر اللبيب أن الألقاب والأسماء التي وضعها بعض نقلة العلم لأنفسهم ولكتب الحديث المشهورة عندهم إنما هي أسماء وألقاب وضعت على الضد من معناها.

  وكذلك الأسماء والألقاب التي وضعوها لخصومهم كالروافض والقدرية والغلاة، فإنهم وضعوها على غير من يستحقها، وفي الحقيقة أنهم هم المستحقون لهذه الأسماء والألقاب، لأنهم رفضوا - كما ذكرنا سابقاً - ما علم من سنة الرسول ÷.

  وهم القدرية، لأنهم الذين يقولون: إن معاصي العباد بقدر الله وقضائه، أما من ينفي ذلك فلا يصح أن يقال له قدري.

  وهم الغلاة الذين تجاوزوا الحدود في مذاهبهم الفكرية، وذلك من حيث نسبوا معاصي العباد إلى الله وإلى قدره ومشيئته وجعلوا ذلك من توحيده، وسموه توحيد الأفعال، وشبهوه بخلقه فأثبتوا له الأعضاء والجوارح.

  ***