عبد الملك بن مروان بن الحكم (ت 86 هـ):
  وصحّت قتلى الحجاج اللعين صبراً في أيامهم مائة ألف وعشرين ألفاً، وهذا سوى من قتل في الحرب والعساكر(١).
  ورآه رجل يخطر في المسجد وهو متقلد لسيف محلّى، وكان لا يعرفه، فقال لخالد بن يزيد: من هذا؟ فقال خالد بن يزيد: بخٍ بخٍ هذا عمرو بن العاص.
  فسمعه الحجاج فرجع إليه، وقال: سمعتُ يا خالد ما قلتَ، والله ما يسرني أن العاص ولدني، فإن شئت أخبرتك بنسبي، أنا ابن العقائل من قريش، وابن الجحاجح من ثقيف، وأنا الذي ضرب مائة ألف بالسيف، يشهدون على أبيك بالكفر وشرب الخمر حتى أقروا أنه خليفة الله في أرضه، ثم ولى وهو يقول: بخٍ بخٍ هذا عمرو بن العاص. انتهى من الشافي، وذكره صاحب الكامل(٢) من قوله: ورآه رجل ... إلخ.
(١) تاريخ الطبري (٦/ ٣٨٢)، الكامل في التاريخ (٤/ ٦١)، التنبيه والإشراف (١/ ٢٧٤)، تجارب الأمم وتعاقب الهمم (٢/ ٣٦٦)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٦/ ٣٣٧)، تاريخ الإسلام للذهبي (٦/ ٣٢٣)، البدء والتاريخ (٦/ ٤٠) وذكر أنه مات في حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، وعلى العموم فجرائمه أكثر من أن تحصر وأشهر من نار على علم، وقد ذكرها أغلب المؤرخين، ونكتفي من ذلك بما ذكره خليفة بن خياط في تاريخه (١/ ٢٨٧): عن عوانة قال: قتل الحجاج بمسكن خمسة آلاف أسير أو أربعة آلاف. اهـ. وذكر في السيرة الحلبية (١/ ٢٦١) جرائم كثيرة للحجاج، منها أن سليمان بن عبد الملك أطلق من سجن الحجاج بعد موته سبعين ألفاً قد حبسهم للقتل ليس لواحد منهم ذنب يستوجب به الحبس فضلاً عن القتل، ومنها أنه كان يحبس الرجال مع النساء ولم يكن لحبسه بيوت أخلية فكان الرجل يبول بجانب المرأة والمرأة تبول بجانب الرجل فتبدو العورات، وكان كل عشرة في سلسلة و ... إلخ. اهـ.
(٢) الكامل في التاريخ لابن الأثير (٤/ ٦١، ٦٢)، وقد ذكر هذا في أنساب الأشراف (٧/ ٢١٩) والمقريزي في المقفى الكبير (٣/ ١٢١) وابن عبد ربه في العقد الفريد والنويري في نهاية الأرب.