شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عبد الملك بن مروان بن الحكم (ت 86 هـ):

صفحة 182 - الجزء 1

  قيل: إن عبد الملك كان قبل الخلافة ناسكاً زاهداً عابداً، وقد كان المصحف في حِجْره لَمَّا بلغه أن الخلافة قد أفضت إليه، فأطبقه وقال: هذا آخر عهدنا بك⁣(⁣١).

  ومن كلامه في «تاريخ الخلفاء»: أما بعد فلست بالخليفة المستضعف - يعني: عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني: معاوية - ولا الخليفة المأفون⁣(⁣٢) - يعني: يزيد - ألا وإن من كان قبلي من الخلفاء كانوا يأكلون ويطعمون من هذه الأموال، ألا وإني لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم، تكلفوننا أعمال المهاجرين ولا تعملون مثل أعمالهم؛ فلن تزدادوا إلا عقوبة حتى يحكم السيف بيننا وبينكم، هذا عمرو بن سعيد قرابته قرابته، وموضعه موضعه، قال برأسه هكذا، فقلنا بأسيافنا هكذا، ألا وإنا نحمل لكم كل شيء إلا وثوباً على أمير أو نصب راية، ألا وإن الجامعة التي جعلتها في عنق عمرو بن سعيد عندي، والله لا يفعل أحد فعله إلا جعلتها في عنقه، والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه، ثم نزل⁣(⁣٣).

  وهذه الجملة الأخيرة في الكامل [٣/ ٤٣٤].

  وقد ولَّى عبد الملك الحجاج أميراً على العراق فأساء وأسرف.


(١) تاريخ ابن الوردي (١/ ١٦٧)، وقريب منه في سمط النجوم العوالي (٣/ ٢٧٦)، البداية والنهاية (١٢/ ٣٨١).

(٢) في لسان العرب: وأُفِنَ، فَهُوَ مأْفونٌ وأَفينٌ. وَرَجُلٌ مأْفونٌ: ضعيفُ العقلِ والرأْيِ. اهـ (١٣/ ١٩).

(٣) تاريخ الخلفاء (ص ١٦٥)، وانظر البداية والنهاية (١٢/ ٣٨٣)، الكامل (٣/ ٣٨٢)، أنساب الأشراف (٧/ ٢٠٦)، العقد الفريد (٤/ ١٧٨) وقد ذكرت في بعض هذه المصادر باختلاف ونقص أو زيادة يسيرة.