عبد الملك بن مروان بن الحكم (ت 86 هـ):
  ومن كلام الحجاج على المنبر: والله لا آمر أحداً أن يخرج من باب من أبواب المسجد، فيخرج من الباب الذي يليه إلا ضربت عنقه.
  قال المسعودي في مروج الذهب [٣/ ٩١]: كان لعبد الملك إقدام على الدماء، وكان عماله على مثل مذهبه كالحجَّاج بالعراق، والمهلَّب بخراسان، وهاشم بن إسماعيل بالمدينة، وكان الحجاج من أظلمهم وأسفكهم للدماء.
  هذا، وقد صوَّر لنا عمر بن عبد العزيز جرائم الحجاج وبوائقه في كلماتٍ كما في الكامل [٤/ ٦١]: (لو جاءت كل أُمَّة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم).
  ومن وصية عبد الملك لأولاده لما حضره الموت كما في الكامل [٣/ ٥٣١]: وأكرموا الحجاج فإنه وطأ لكم المنابر، ودوَّخ لكم البلاد، وأذل الأعداء.
  وقال في مرض موته: يا ليتني كنت قصّاراً، يا ليتني كنت قصّاراً. اهـ [الكامل: ٣/ ٥٣٤](١).
  وقال: وددت أني عبدٌ لرجل من تهامة أرعى غنماً في جبالها، وأني لم أكُ شيئاً [الكامل: ٣/ ٥٣٤].
  قال صاحب الكامل في التاريخ [٣/ ٥٣٤]: ويحق لعبد الملك أن يحذر هذا الحذر ويخاف، فإن من يكن الحجاج بعض سيئاته يعلم على أي شيءٍ يقدم عليه. انتهى.
  وقد عَدَّ مولانا الناظم # عبد الملك رابع ملوك بني أمية، فكأنه # لم يعد معاوية بن يزيد من جملتهم لصلاحه، ولأنه لم يلبث في الخلافة إلاَّ أياماً قليلة بيّن
(١) وانظر تاريخ دمشق لابن عساكر (٣٧/ ١٥٧) وتهذيب الكمال للمزي (١٨/ ٤١٢) والكامل في التاريخ (٣/ ٥٣٤) والبداية والنهاية لابن كثير (١٢/ ٣٩٥).