شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

عبد الملك بن مروان بن الحكم (ت 86 هـ):

صفحة 184 - الجزء 1

  فيها كراهيته للملك وإنكاره على من تقدمه ما حصل في ولايتهم من الظلم والفساد، ثم تخلَّى من غير أن يحل ويبرم، أو يقدِّم ويؤخِّر، فخرج من الخلافة سالماً نقي الثوب، فرحمة الله عليه.

  قول الناظم #: (وبَنُوهُ أرْبَعَةٌ) هم: الوليد، وسليمان، وهشام، ويزيد.

  وكلٌ منهم ولي الملك والسلطان، وستأتي أخبارهم عند ذكرهم.

  وقوله: (بَنُو⁣(⁣١) النُّكْرِ) سماهم # بذلك، لكثرة ما ارتكبوا من كبائر المنكرات، حتى كأنهم خلقوا منها، فكنى # ذلك بالبنوَّة التي هي أبلغ في تصوير ذلك المعنى.

  وفي سنة سبع وستين قُتِل عبيد الله بن زياد - قاتل الحسين # - قتله إبراهيم بن الأشتر، وقد كان ابن زياد في جيش عظيم من أهل الشام، وإبراهيم في جيش العراق التوابين، وكانت هذه المعركة في أرض الموصل، وقتل فيها من أهل الشام قتلى كثيرة، قدَّرها بعض المؤرخين بسبعين ألف قتيل، قتل الكثير منهم أو أكثرهم بالغرق عند الهزيمة، وكان من جملة القتلى عبيد الله بن زياد لعنه الله، قتله الأشتر بيده، كما رواه صاحب الكامل⁣(⁣٢).

  وفي عهد عبد الملك أيضاً قتل المختار بن عبيد الله الثقفي سنة ٦٧ هـ، والمختار هو


(١) هذا على نسخة متقدمة لمولانا الإمام الحجة مجد الدين بن محمد #، وأما على نسخته المتأخرة والتي في ديوانه فهي: (ذوو النكر)، والله أعلم.

(٢) قال فيه: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنِّي قَدْ قَتَلْتُ رَجُلًا تَحْتَ رَايَةٍ مُنْفَرِدَةٍ عَلَى شَاطِئِ نَهْرِ الْخَازِرِ، فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي شَمَمْتُ مِنْهُ رَائِحَةَ الْمِسْكِ، شَرَّقَتْ يَدَاهُ، وَغَرَّبَتْ رِجْلَاهُ. فَالْتَمَسُوهُ فَإِذَا هُوَ ابْنُ زِيَادٍ قَتِيلًا بِضَرْبَةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَدْ قَدَّتْهُ نِصْفَيْنِ وَسَقَطَ، كَمَا ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ. اهـ (٣/ ٣٢٩).