عبد الملك بن مروان بن الحكم (ت 86 هـ):
  الذي تتبع قتلة الحسين #، منهم: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وابنه حفص بن عمر، ومنهم شمر بن ذي الجوشن، وَوَجَّهَ إبراهيم بن الأشتر فقتل عبيد الله بن زياد، وغلب المختار على الكوفة حتى خرج عليه مصعب بن الزبير في أهل البصرة فقاتلوه. ثم قتل المختار في هذا القتال، قتله رجل يقال له: صراف بن يزيد الحنفي(١).
  هذا، وفي كتب المؤرخين من أهل السنة الطعن على المختار في دينه والتشويه لسيرته، والسبب في ذلك، وذنبه الذي استحق به عند أهل السنة مثل ذلك هو أنه انتقم من قتلة الحسين # وقام بالثأر، فلاحقهم أشد الملاحقة، وقتلهم تحت كل سماء، فإنه لما طهر العراق من قتلة الحسين # غزا الشام التي هي عقر ديار بني أمية، فقتل هنالك عبيد الله بن زياد - لعنه الله - مع سبعين ألفاً من أهل الشام، كما ذكره بعض المؤرخين، فهذا هو السبب في ذم بعضهم للمختار.
  وهذا ليس بغريب من صنائع بني أمية، فإن عادتهم التنكر لكل من اتصل بأهل البيت $ بأي صلة؛ لذلك فلا ينبغي الوثوق بما ذكروه من المعائب في المختار، وقد قال علماء الشريعة: إنه لا يُقبل قول العدوّ، ولا شهادته على عدوه.
  فينبغي أن يتثبت القارئ فيما يرويه بعض أهل النقل عن مثل من ذكرنا، فإنهم يتحاملون على الشيعة كثيراً، وعلى كل من يتصل بهم، ويغالون في ذلك إلى حدٍّ بعيد.
  وهذا في حين أنهم يحرمون الكلام في ذكر شيءٍ من عظائم معاوية، ويزيد، ومروان، والوليد بن عقبة، وغيرهم من ولاة معاوية وولاة عثمان، ثم سائر خلفاء
(١) في كتاب المعارف لابن قتيبة الدينوري (ص ٤٠١) باسم ضرّار بن يزيد الحنفي، وفي أنساب الأشراف للبلاذري (٦/ ٤٤١) باسم (طراف بن ...) وفي كتاب الحور العين لنشوان الحميري (ص ١٨٢) باسم (صراف ...).