الوليد بن عبد الملك (ت 96 هـ)
  بني أمية وخلفاء بني العباس، ويسمون من ذكرنا بأنهم سلف هذه الأمة.
  نعم، مما ينبغي التنبيه عليه هنا أن نقول: إن الخلاف الذي ظهر في أول الأمر وصار له كيان وأتباع قد كان بين علي ومعاوية، فتأسست لذلك مدرستان: مدرسة عليٍّ ومدرسة معاوية. وما زالت هاتان المدرستان قائمتين إلى اليوم، ولكل منها خرِّيجون وأشياع وأتباع، وهذا بِغَضّ النظر عما بينهما من فارق القوة والضعف، والعداء بين هاتين المدرستين ظاهر مكشوف على طول التاريخ، والتهم بينهما متبادلة كذلك، وذلك بشكل عام شامل لجميع طبقات الناس من العلماء والمتعلمين، والمقلدين والعوام، ورجال الدولة على طول التاريخ، والجم الغفير هم أشياع إحدى هاتين المدرستين، والشيعة هم أشياع المدرسة الأخرى، على ذلك مضت القرون إلى يوم الناس هذا، وهذا بغض النظر عما تفرعت إليه كلتا المدرستين من الفروع.
  لذلك قلنا: إنه ينبغي التثبت فيما يرويه المؤرخون عن مثل المختار وغيره ممن له علاقة بمدرسة الإمام علي #.
  ***
  ٢٣ - فَوَلِيدُ أَوَّلُهُمْ وَتَابَعَهُ ... شَرِهٌ سُلَيْمَانٌ فَخُذْ حَصْرِي
  في هذا البيت اثنان من أولاد عبد الملك الأربعة الذين تقدمت الإشارة إليهم.
الوليد بن عبد الملك (ت ٩٦ هـ)
  فأول الاثنين المذكورين في هذا البيت هو: الوليد بن عبد الملك بن مروان، يكنى أبا العباس.
  بويع له بالعهد من أبيه، ثم إلى أخيه من بعده سليمان، يوم الخميس للنصف من شوال سنة ٨٦ هـ، وتوفي للنصف من جمادى الآخر سنة ٩٦ هـ وكان لحاناً يعفك