وغضبه لله ضد هشام بن عبد الملك:
  ثم الوليد، فرعون خبيث، شقي غير سعيد، يا له من مخلوع قتيل، فاسقها وليد، وكافرها وطاغوتها أزينم ويزيد، متقدمها ابن آكلة الأكباد، ذروه يأكل ويتمتع ويلهه الأمل فسوف يعلم غداً من الكذاب الأشر(١).
الإمام زيد بن علي # (ت ١٢٢ هـ)
وغضبه لله ضد هشام بن عبد الملك:
  ولما دخل عليه زيد بن علي # قال: أنت زيد المؤمل للخلافة؟ وما أنت وذلك وأنت ابن أمة؟
  قال زيد #: لو أن الأمة قصرت بولدها عن بلوغ الغاية لما بعث الله نبيئاً ابن أمة، وجعله أبا العرب وأبا خير النبيين وهو إسماعيل بن إبراهيم $، وكانت أُمُّهُ مع أم إسحاق كأمي مع أمِّك، وما تقصيرك برجل أبوه رسول الله ÷ وجده علي بن أبي طالب #؟ فلما خرج زيد # قال هشام لجلسائه: ألستم زعمتم أن أهل هذا البيت قد انقرضوا؟ لا؛ لعَمْرُ الله ما انقرض قوم هذا خلفهم(٢).
  ودخل عليه مرةً أخرى فجاء وفي مجلسه يهودي يسب رسول الله ÷، فانتهره زيد # وقال: يا كافر؛ أما والله لئن تمكنت منك لأختطفن روحك. فقال هشام: مَهٍ يا زيد! لا تؤذ جليسنا؛ فخرج زيد # وهو يقول: من استشعر حب البقاء استدثر الذل إلى الفناء(٣).
(١) الحدائق الوردية ط ٢ (١/ ٢٧٣) هداية الراغبين (١٦٩) وذكر في الروض النضير (١/ ٧١) أنه رواها الديلمي في المشكاة، وأبو العباس الحسني والإمام المنصور في الشافي ط ٢ (١/ ٤٩٣).
(٢) الكامل (٤/ ٢٥٨) والمواعظ والاعتبار للمقريزي (٤/ ٣٢٠) بنقص يسير.
(٣) تيسير المطالب (١٧٨)، ربيع الأبرار (٤/ ١١٨).